علاقة الرئيس سعدالحريري بمختلف القوى السياسية ليست في أحسن حالاتها. ولأنه لا ينقص «الرئيس المهاجر» توتر جديد مع النائب وليد جنبلاط، طلب من الزميل نديم قطيش وقف هجومه على الأخير. رغم ذلك، المختارة مقتنعة بأن «نديم لا يشتغل من
رأسه»!
هدّد برنامج «DNA» الذي يقدمه نديم قطيش على شاشة «المستقبل»، العلاقات ــــ المضطربة أصلاً بسبب أزمة النفايات ــــ بين المختارة وبيت الوسط. حمّل قطيش في الحلقة التي بثت نهاية الشهر الماضي النائب وليد جنبلاط مسؤولية «رائحة الفساد المنبعثة من ملف النفايات». ورغم أنه حرص على التأكيد أنه وحده يتحمل مسؤولية هذا الكلام، ولا علاقة لتلفزيون «المستقبل» او التيار الأزرق به، بدا الحزب الاشتراكي أبعد ما يكون عن تصديق فرضية أن «فعلة نديم مبادرة شخصية منه».
شنّ الوزير وائل أبو فاعور هجوماً قاسياً على قطيش، لم يعهده الأخير حتى من خصومه، ونعته بكلمات «غير مطابقة للمواصفات»: «يستغل منبراً، ويستظل موقعاً، ليتطاول على قامة لن يدرك أخمص الأخمص فيها، علّه يلفت نظراً أو ينال حظوة أو يكسب رضى أو يتسول بعضاً من فضة، التي لطالما كانت هي الدافع في التجوال بين العقائد والانتماءات الكاذبة والارتزاق المتحول والمتجول، ومرتزق مأجور متلوّن مسعور، نديم رذالة ورذيل ندامة، لقيط سياسة، سقيط نخاسة». الردّ على الرد جاء على صفحة مذيع «المستقبل» على «الفايسبوك» بالقول: «قلة قليلة سبقت أبو فاعور الى هذه القدرة على قول أكبر كم من الشتائم بأقل عدد من الكلمات، وهو يستحق من مرجعيته رتبة أوسكار في السياسة، وأوسكار في الأخلاق وفي القيمة والمقام»، علماً بأن «أوسكار» هو اسم كلب جنبلاط!
واللافت أن قطيش اعتذر عن عدم الرد على أبو فاعور برد عبر برنامجه، مبرراً ذلك بـ«أنني لن أنزل الى مستوى ما قرأتم وسمعتم». لكن «الأخبار» علمت من مصادر في تيار المستقبل أن قرار عدم الردّ عبر البرنامج جاء «بعدما أوفد الرئيس سعد الحريري إلى قطيش من يلجمه». وأضافت إن الحريري «اختار شخصاً من دائرته الضيقة كي يأخذ الأمر منحى جدياً.
الاشتراكي: هجوم قطيش كان رسالة من إدارته السياسية
وقد نقل الموفد الى قطيش كلاماً فهمه جيداً بعدم التعرض لجنبلاط»، لأن النائب «الغاطس» في مشاكله السياسية والمالية «لا يُريد فتح مشكل مع وليد جنبلاط لأن ما فيه يكفيه»، فـ«تيار المستقبل بات بعد أزمة النفايات أمام شارعه. وهو غير مرتاح للعلاقة المستجدّة بين حليفته القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كما أن الاحتفاء السعودي بسمير جعجع لا يريحه»، فضلاً عن «العلاقة الفاترة بحزب الكتائب، والودّ المفقود مع النائب سامي الجميل، والفجوة الواسعة مع مستقلي 14 آذار، والقطيعة مع التيار الوطني الحر، والعلاقة المأزومة مع الشارع الشيعي». بناءً عليه، «لا يريد الحريري المقامرة بالشارع الدرزي فيعرّض بذلك خيطاً آخر من خيوطه للخطر».
حاول الحريري تدارك «سقطة» قطيش ولململة «الوضع». لكن، على المقلب الاشتراكي، لم تخمد النار بعد. ما إن استهجنت جمعية «إعلاميون ضد العنف» (المحسوبة على 14 آذار، وتحديداً تيار المستقبل) بيان أبو فاعور الذي «يخرج عن الإطار السياسي وأدبيات المهنة، وعن الأصول والقواعد المتعارف عليها»، حتى استنفر رجل آخر من رجال المختارة. فقد اتصل مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس بأحد مسؤولي الجمعية مستنكراً بيانها، معتبراً أنه «لا يحق للجمعية الدخول في موضوع لا تعرف خلفياته»، ومشيراً بوضوح إلى أن «كلام قطيش كان رسالة لنا من إدارته السياسية. تهجم علينا واتهمنا بسرقات ومحاصصات لأن هناك من أمره بذلك. فهمنا الرسالة والوزير أبو فاعور تولّى الرد».
من الواضح، بحسب مصادر المستقبل، أن «الحزب الاشتراكي مستاء جداً لاقتناعه بأن ما حصل لم يكن خطأً عفوياً، بل هو تكتيك مستقبلي نابع من الخلاف الحاصل بين الطرفين في ملف النفايات». لذلك رد بقساوة دفعت الرئيس الحريري الى تدارك الأمر عبر تنبيه صاحب «غزوة السرايا» الى مخاطر زلّته الثانية، والتأكيد له: «ما بدّي مشاكل مع وليد»؟
تعليقات: