حمل أغراضه وقصد مسبح "الدانا" في مرجعيون مع زملائه غير متوقّع أنه يدنو من نهايته. أراد أن يمضي وقتاً سعيداً لكن لحظة مميتة مرّت أمامه فحرمته من حياته! انه علي نورا الذي فُقِد نهار الاثنين الماضي ليُعثَر على جثته صباح اليوم التالي في قعر بركة سباحة. لم تأخذ القضية وقتاً طويلاً حتى أضاءت القوى الأمنية على مسبّب الحادث وهو أحد الذين كان برفقتهم، وبين اللهو والعمد لا تزال علامات الاستفهام تطرح حتى الآن، فهل كان حسين.ع يمازحه فعلاً، أم أنه كان ينوي قتله؟ وهل توفي نورا غرقاً أو قتل ورمي في المسبح؟
أصابع اتهام العائلة
بلدة بلاط الجنوبية تكتسي الاسود على فقيدها الذي لم يُكتب له العيش أكثر من سبعة عشر عاماً، عمّه حمّل مسؤولية لادارة المسبح، وقال " لم يسرعوا ويأتوا بسبّاح كي ينزل الى قعر البركة التي رفضوا كذلك تفريغها من الماء، وبالتأكيد سنرفع دعوى عليهم". وتساءل: "عندما حصل الحادث كان قد بقي من زملاء علي ثلاثة فقط، واذا كان الكلام الذي قاله حسين صحيحًا اي انه كان يلهو معه، فلماذا لم ينقذه ولماذا أنكر الامر وبدأ البحث معنا؟". ولفت إلى أن "حسين ليس صديق علي كما يقال، بل جاء مع بقية الشباب وهناك قرابة بعيدة معه ".
قتل ولم يغرق
"لم يتوفّ غرقاً بل تم ضربه وقتله ورميه في البركة، وما حصل جريمة اعترف بها من ارتكبها". بهذه الكلمات علق صاحب "الدانا" فؤاد حمرا على الحادث طارحاً علامات استفهام حول عدم العثور على الجثة يوم فقدانها رغم البحث الذي قام به اهل الضحية والاجهزة الامنية المختصة، ليعثر عليها في اليوم التالي. وعن اتهامه بالتقصير وعدم افراغ البركة حينها اجاب "نحن ننفّذ ما تطلبه النيابة العامة، وبناء على امرها بدأنا بإفراغها عند الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء امس".
الخليوي السبب؟
الاجهزة الامنية حضرت الى المكان وفتحت تحقيقاً بالحادث، كما كشفت الأدلة الجنائية على الجثة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الوفاة. وأكد مصدر أمني لـ"النهار" أنه " حين دفع حسين نورا إلى المسبح كان يمسك بجهاز خليوي كبير في يده فأصاب مكانًا حساسًا في رأسه ما أدى إلى نزيف أي أنه توفى قبل أن يغرق". وهل كان يقصد حسين قتله؟ أجاب المصدر: "لا يزال التحقيق جارياً لمعرفة إن كان يقصد قتله أم كان يلهو معه".
الوزارة تنتظر
مدير عام وزارة السياحة ندى السردوك اعتبرت الحادث مؤلماً، مؤكدة ان الوزارة تأخذ كل الاجراءات المتعلقة بالسلامة العامة في المساب لا سيما ضرورة وجود منقذين مشددة على ضرورة ان يكون الجميع على قدر المسؤولية كي لا يتعرض أحد للأذى، وقالت لـ "النهار": "نحن ننتظر نتيجة التحقيق وعلى اساسها تتحدد المسؤوليات وفي حال ثبتت مسؤولية المسبح بأنه لم يقم بكل الاجراءات الضرورية، فالنتيجة تكون إقفاله وقد حصل الأمر سابقاً وتم اقفال مسبح منذ حوالي خمس سنوات، بعد ان تبيّن تقصيره في مكان ما والى اليوم لا يزال مقفلاً".
العائلة لا تصدق ما حدث وأنها فقدت في لحظة أحد أبنائها الأربعة الذي كما قال عمّه "لا يوصف لا بأخلاقه ولا بطيبته... خسارتنا كبيرة". وأضاف: "لم يُكتب لعلي أن ينهيَ مدرسته ويدخل الجامعة ويتخصص في أي مجال يساعد الناس، فقد كان يهوى مساعدة الآخرين، لكنه رحلَ فجأة ففجعنا، وبالتأكيد لن نسكت حتى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود في هذه القضية".
تعليقات: