إلى العملاق أسعد غصن

أسعد غصن.. لا تبكي فدموعك غالية على الخيام وعلينا  وملوحة الحياة لا تنتهي
أسعد غصن.. لا تبكي فدموعك غالية على الخيام وعلينا وملوحة الحياة لا تنتهي


العمر اقصر من ان نبدده بأمور قد لا تحصل الا بمخيلتنا

ومنذ متى خلقنا الله الا من تعب وشقاء؟

ايها العملاق الذى كنت اظنه لا يخاف

ولا يخشى الحياة بمرها وحلوها

لكن من منا لا يخاف على كل ما ذكرت؟

لكن للخوف حدود ومحطات

وللموت منا قدر

لا يمكننا اجتيازه بشعر او بطولة او بمواجهة

ولا يمكننا الهروب من لقاءه

او مخالفة مواعيده

خلقنا لنموت في النهاية

وما بين الولادة والموت

محطات للفرح

وزفاف للامل

ومهرجان للحزن

رغم ان قطار الحزن

على متنه عدد اكبر مما نعتقد

فلا يغرنك من يبتسم

وفي داخله

يبكي

انا عكسك لا يخيفني الموت

بقدر ما تخيفني الحياة

فما بعد الموت نحن

بين ايدي خالقنا

وفي الحياة الف الف يد تعبث بنا

لكنني لن اصل الى ان اصاب بفوبيا الحياة

فهى جميلة رغم قسوتها

وعنفها

وخشونتها

يكفى انني اقرأ حرفك

لتتكرر ولادتي

ويكفي انني اناضل لارى الخيام

رغم الغربة التى ادمنتها

وادمنتني

ورغم ذكريات الحرب التى اتناساها لاحيا

ويكفي انني املك زهورا لاضعها

على قبور من رحلوا

وادعو لهم بالرحمة

والخلود في السعادة

لاسكن من اشتياقي وحزني

على رحيلهم

الفرح ليس عدوك وليس عدوى

لكنه صاحب مزاج

ونحن لن نروق له اتعرف لم

لأن سعادتنا مقترنة بسعادة من حولنا

لا تبكي فدموعك غالية على الخيام وعلينا

وملوحة الحياة لا تنتهي

ولا يمكننا تخفيض نسبة ملوحتها

الا بالأمل بأن الغد وان كان لن يأتي قد يكون

اجمل

فما اجمل ان ننام مع الخوف لأن الخوف محفز راقي

يجعل ادرنالين الحب يرتفع الى اعلى مستوياته

فنتمسك بمن نحب اكثر

ونحافظ عليه اكثر

فانا لن انتظر الموت ليأخذ من احب

ومن ثم ارقد على رخامة قبره

واعترف له بحبى

اهلا بالموت ان اتي وبأي صورة

طالما الله هو من يضع نهاياتنا

رغم ان نهاياتنا تكتب سيناريوهاته البشر احيانا

الا ان من كتب له الموت

كتب بأمر من الله ولو انتظر القاتل

على المقتول لمات بطريقة او بأخرى

وطالما الموت نافذة عبور

لمن ينتظرونا

في الجهة الاخرى من العالم

فأهلا بالموت

فنحن لا نستطيع ان نتحدى الموت

لانه ليس عدونا ايضا

بل هو اجمل نهاية

لبداية قد تكون الاجمل

وهذه ايضا ليست فلسفة

ولا احب التفلسف على استاذ لي

فأنا وربما لم تعرفني كما عرفتك

اتخذ منك ومن كل صاحب قلم مبدع

وسيلة للتنفس

فلا تخاف لأنك ان خفت استاذي

سيرتجف قلمي

وتختنق كتاباتي

فأنت وكأنك لا تعلم من انت

قدوة للاغلبية

وان كان البعض يخالفك الرأي

في اغلب ما تطرح

الا اننا نلمس فيك الروح

التى لا تموت

فاحيانا هناك احياء موتى

وموتي لا زالوا احياء بداخلنا

اعتذر عن الاطالة

لكن كل ما ذكرت

في مقالتك

أمرني ان اعلق

وان اهديك قبل رحيلي

وقبل رحيلك

وردة وانت تستحق بستان

من الورد

ولا تنسى

ان قوة البعض احيانا

يستمدونها من غيرهم

والا لمات الاغلبية

من ترهل العاطفة

لهذا مهما كتبت

ومهما

خفت

ومهما بكيت

لا زال البعض وانا واحدة منهم وافخر

ان استمد قوتي منك

لروحك استاذي اقول

اطال الله بعمرك

ومنحك راحة البال التي

نتمناها كلنا

موضوع أسعد غصن: "قطار العمر"

تعليقات: