ليس مستغرباً أن تحتضن مدينة صيدا الاحتفالية التي أقيمت لمناسبة مرور الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش. ففي مدينةٍ لا تزال تجاهر بالوطنية الصادقة وبالعروبة، يصبح الشّعر شكلاً من أشكال المقاومة. ليس مستغرباً أن تقوم مدينة صيدا، التي لطالما كانت ولا تزال تحتضن الشعب الفلسطيني وقضيته المحقّة، بـ"تبني" الاحتفال بالمناسبة. فبين صيدا وفلسطين روابط كثيرة. ية الثقافية والفرقة المسرحية من "معروف" الّذي حمل لواء فلسطين منذ مهد القضية، إلى احتضان أبناء صيدا للشعب الفلسطيني من دون منّةٍ من أحد.
تحت عنوان "كزهر اللوز أو أبعد" أقيم الاحتفال بدعوةٍ مشتركة من الجمعية الثقافية والفرقة المسرحية "منوال". احتشد جمعٌ من محبّي شاعر الثورة في مركز "معروف سعد الثقافي"، من فعاليات سياسية واجتماعية وثقافية وفنية وشبابية على رأسهم الفنان مارسيل خليفة، أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة "التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، والشاعر شوقي بزيع، والزميل صقر أبو فخر، ، ورئيسة الهيئة النسائية الشعبية إيمان سعد، ومدير مركز "معروف سعد الثقافي" معروف مصطفى سعد، وأعضاء اللجنة المركزية لـ"التنظيم الشعبي الناصري".
بدأ الاحتفال بعرضٍ مسرحي لفرقة "منوال" والّذي قدمته مجموعة من الشباب. اعتلوا المسرح مرتدين الكوفيّات الفلسطينية، وعلى مدى ربع ساعة، قاموا بتلاوة عدداً من أجمل قصائد درويش. ثمّ كانت شهادات حية قدمها كلٌّ من الفنان مارسيل خليفة، الشاعر شوقي بزيع، الزّميل صقر أبو فخر، ومحمود السروجي. وقد وجّه الجميع تحيّةً إلى روح درويش، كما وجهوا تحيّةً إلى صيدا وإلى الشهيد معروف سعد وإلى رمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد.
خليفة قدّم كلماتٍ من القلب إلى الرّاحل. اعتبر أنّ "مسيرته الشعرية منسوجة بخفقات الفؤاد"، مشدداً على أنّ "محمود درويش حاجة ملحة ترمي بثقلها على ذاكرتنا في ظل غيابه".
بدوره،اعتبر سروجي أنّ "درويش لم يرحل". ورأى أنّ "إحياء ذكراه في صيدا ملحمة العروبة، وفي الجنوب اللبناني الذي يتقابل مع شمالي فلسطين، إنما هو إحياءٌ لدمائه الزكية التي امتزجت مع تراب الوطن".
بعد ذلك، كان لقاءٌ موسيقيّ من شعر درويش وأغاني مارسيل قدمه الفنان ربيع سلامة، والفنانة أمل كعوش بأسلوبٍ ألهب قلوب الحاضرين الذين شاركوهم الغناء والتصفيق. كما شهدت الاحتفالية عرض مقتطفات من حفل موسيقي فني كان قد غنى فيه سابقاً خليفة.
تعليقات: