بالاضافة الى الفوائد الزراعية التي تعود بها مياه الدردارة على سكان المنطقة، يبدو واضحاً المنظر الجمالي على ضفاف البركة

يروي نبع الدردارة أكثر من نصف الأراضي المزروعة في سهل مرجعيون، على الرغم من من تراجع منسوب مياهه في آواخر فترة الصيف، فيُعدّ مصدر الري الرئيسسي لمساحة زراعية تمتد بين قرى القليعة، برج الملوك، كفركلا، دبين، والخيام التي يتبع لها عقارياً.

وتعتمد عائلات عدة في قرى قضاء مرجعيون مباشرة أو بشكل جزئي على الزراعة كمورد رزق اساسي للعيش، مما يجعل من مياه نبع الدردارة مصدراً يؤثر مباشرة على الدورة الاقتصادية في المنطقة. وعزّز حفر العديد من الأبار الإرتوازية المجاورة للنبع من دوره، إذ أنها أدت الى جفاف مصادر الري الأخرى، كنبع الحمام الذي كان يساهم في ري الاراضي الزراعية.

يذكر كبار السن في بلدة الخيام كيف كانوا يجرون المياه من نبع الدردارة الى اراضيهم ليتمكنوا من ري المزروعات، لامسين الفرق بين تلك الفترة وبين الفترة الممتدة من العام 2006 حتى اليوم، حيث عملت بلدية الخيام مع بعض الجمعيات والمؤسسات المانحة على ترشيد استعمال المياه وتوزيعها بين المزارعين، وفقا لحاجاتهم الزراعية مع مراعاة منسوب المياه للنبع، ما ساهم في التنويع في الزراعات ورفع كمية المحاصيل اي زيادة المردود الاقتصادي، وفق المزارع ادوار طنوس.

وعملت البلدية مع الجهات المانحة في اطار المشروع نفسه على اقامة برك اصطناعية لحفظ مياه الري، ضمن منطقة الانتاج بهدف خدمة نحو 200 مزارع من سكان القرى المجاورة. وتم انشاء جمعية وتعاونية مياه نبع الدردارة التي تضم بعض مزارعي سهل مرجعيون وبلديات القليعة وبرج الملوك والخيام، بالاضافة الى بعض الناشطين في المجال الانمائي، بهدف تحسين الزراعة وترشيدها وتحسين طرق الري واستبدال الشبكات القديمة بقنوات حديثة منعاً لهدر المياه.

بالاضافة الى الري والفوائد الزراعية التي تعود بها مياه نبع الدردارة على أهالي وسكان المنطقة، يبدو واضحاً المنظر الجمالي الذي يتمتع به أهالي القرى على ضفاف الدردارة، مما شجع المستثمرين على بناء مقاهٍ واستراحات الى جانبه.

فمنذ ما يقارب الخمسة أعوام عملت بلدية الخيام على اقامة مقهى على ضفاف النبع، لتتيح للزائرين التمتع بجماله بالاضافة الى بعض الاستراحات الاخرى التي اقيمت لتفتح المجال امام العائلات لزيارة النبع مع اطفالها واللهو ببعض النشاطات المائية، فضلاً عن ركوب الخيل على ضفاف النبع والتجول في الطرق الفرعية، التي تربط اراضي سهل مرجعيون ببعضها البعض، وفق عباس التنوخي، صاحب إحدى الاستراحات.

يوضح التنوخي أن رواد الاستراحات «هم ليسوا فقط من سكان المنطقة، بل يتوافد الزوار من كافة المناطق المجاورة، مثل حاصبيا وراشيا والبعيدة، وتنشط الرحلات في فصليّ الربيع والصيف، وذلك من البقاع والمناطق الاخرى، للتمتع بجمال منطقة مرجعيون وسهلها ونبع الدردارة»، مشيراً إلى أن «فرق الكشافة تستفيد من النبع عبر إقامة المخيمات الصيفية في محيطه».

-------------- -------------- --------------

صور فيديو للخيام وخذني لفيروز (سبق عرضها على الموقع) 7MB

فيديو (سبق عرضه على الموقع) يظهر لعبة ممتعة ومتطورة - كرة الماء في الدردارة 17MB

جانب من النشاطات الترفيهية في محيط نبع الدردارة (ماري مارون)