الفنان حسن جوني: انا انسان لوحتي‎

الفنان حسن جوني متنوع في انتاجه ضمن سياق وجداني لوني خاص يستلهم اللوحة الاسلامية حيناً ويغوص في مناخ الشعر حيناً آخر
الفنان حسن جوني متنوع في انتاجه ضمن سياق وجداني لوني خاص يستلهم اللوحة الاسلامية حيناً ويغوص في مناخ الشعر حيناً آخر


يسكن الانسان في لوحاته حيث تنمو تجربته كمكون طبيعي. انه الفنان التشكيلي حسن جوني صاحب اللون الذي لا يحجب الرؤية. يرسم لوحاته باحساس المصور وتقنية الرسم التصويري، الغربي. ويعلن بقوة عن دافع القلق الرابض في اعماقه. وكأن خطوطه هي معادلة كبرى لتأويل الحالة الغامضة المنفتحة التي يعيش فيها. لوحاته اقرب الى المسرح الذي يعج بالاحاسيس والمشاعر وهو المخرج المهتم بأدق التفاصيل. تتمازج لوحاته بين كل ما هو شرقي، روحاني. في لوحاته جنون مشبوب بالعاطفة من خلال الكائنات المنعكسة الحضور باللوحة. الوانه أيضاً منزحمة، كثيرة، مدهشة من فرط قوتها. هكذا يبدو القلق خبز لوحة الفنان حسن جوني، وقد بات الفنان مدمناً على قلقه، فلا يستجيب لاي مفهوم جمالي لا يحدث فيه اهتزازاً عنيفاً وهو كما يقول في مقابلة اجريت مع الفنان منذ سنوات:

" انا انسان لوحتي. لا احد سواي، سكن ويسكن هذه المساحة والخطوط والالوان، وانا انا حتى اليوم، بعد 60 عاما من الحياة، أشعر بنبض المستقبل عبر الحاضر وصولا الى الماضي وهذا ما يثير فيّ احساساً عارماً برسم الانسان المعذب المسكون بالاسرار والمواعيد التي اتت والتي لم ولن تأتي، ولدت في منزل تملأؤه الوحشة والفقر وآهات الشعراء، ربما كل هذا ايقظ في ذاتي شعور الوحشة والرغبة في الانطواء والكآبة رغم بعض المسيرات العابرة، كان بيتنا، نحن القادمين من القرية الى المدينة، مؤلفاً من غرفة واحدة، كنت صغيراً حينها، فأنا مشدود اليها منذ طفولتي حتى اليوم ولم اعرف الريف الا قليلاً، ومن البديهي ان تكون المدينة هي مخزون الرؤى التي تتكثف في داخلي وتتجمع في ذاكرتي و تبعث لي شوقا دائماً الى الحياة داخل العصب المتحرك لدوامة الناس والاحلام المكسورة والاماني المستلبة، في المدينة التي عايشت احزان أبي وتعبه وأشباه مسرّاته وفرحه المتباعد، وفي المدينة وعليها استفاقت الحرب الاهلية لتدمر كل االرؤى وابراج الطفولة وتهدم البيوت وتلغي المطارح والأزمنة والأسماء والحنين..."

الفنان حسن جوني متنوع في انتاجه ضمن سياق وجداني لوني خاص يستلهم اللوحة الاسلامية حيناً ويغوص في مناخ الشعر حيناً آخر. والشعر والموسيقى هما الغذاءان المبدئيان للوحة جوني، يستدرجان الرؤيا والعاطفة والانفعال والالوان فهو قد تعلم كيف يقرأ الانعكاسات الدقيقة للضوء سواء اكان الضوء من خارج الاشياء او في داخلها وتلك هي ذروة التجربة.

*** *** *** ***

حسن جوني فنّان تشكيلي لبناني متخصص في الرسم والتصوير وفي تاريخ الفن، خريج جامعات بيروت ومدريد، عضو في جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، استاذ في معهد الفنون الجميلة ورئيس قسم الرسم والتصوير فيه لمدة سبعة عشر عاماً، حائز على الميدالية الذهبية الأولى في بينال اللاذقية 1977، أقام 21 معرضاً خاصاً في لبنان وشارك في 14 معرضاً جماعياً خارج لبنان. اضافة الى 3 معارض فردية في الكويت، وتحتضن المتاحف العالمية لوحاته كمتحف سرسق(بيروت) ومتحف دمشق الحربي (سوريا) ومتحف الفن(ساوباولو-البرازيل) ومتحف الفن التشكيلي(عمّان) وصالة جمعية الفنانين الكويتيين(الكويت). منقول.

تعليقات: