أكدت ممثلة المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة ميراي جيرار، "أن لبنان يتحمل العبء الأكبر من وجود أعداد هائلة للنازحين السوريين على أرضه، تفوق قدرته، في ظل المشكلة المالية التي تعاني منها المفوضية السامية، لجهة الانخفاض الحاد بميزانيتها، نتيجة لندرة المساعدات وأحجام الدول المانحة عن تقديم كل المطلوب منها"، مشيرا إلى أن "هناك خطر فعلي في المستقبل، من عدم قدرتنا لاحقا على مد يد العون للنازحين وللدولة اللبنانية، وهذا ما سينعكس سلبا على مختلف أوضاع النازحين، وفي مختلف المجالات الحياتية والمعيشية والتموينية والصحية والتربوية".
ودعت جيرار "المجتمع الدولي، إضافة إلى الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتهم، تجاه النازحين و الدول المضيفة، التي باتت فعلا في ورطة من ثقل النزوح وهمومه على الدولة وعلى مواطنيها".
كلام جيرار جاء، خلال جولة نظمتها لها مؤسسة "عامل الدولية"، يرافقها وفد ضم نهلة حيدر ممثلة "سيداو" الهادفة لمحاربة التمييز ضد المرأة والتابعة للأمم المتحدة، كمال الطويل مدير مركز "دراسات الوحدة العربية"، لمؤسساتها الاجتماعية والطبية والصناعية في الخيام وابل السقي وحاصبيا، إضافة إلى معتقل الخيام سابقا، ومخيم النازحين السوريين في سهل مرجعيون، حيث كان في استقبالهم رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا، والعاملين في هذه المركز.
واطلع الوفد من القيمين، على خدمات "عامل" الصحية الطبية والاجتماعية والتربوية، التي يقدمها للأهالي في المنطقة الحدودية وللنازحين السوريين، وفي مخيم نازحي سهل مرجعيون.
بدوره، أشار مهنا إلى "أن لبنان استقبل حتى الآن مليون ونصف مليون نازح سوري، أي ما يوازي ثلث سكانه". وقال "إن الوضع كارثي ومتفجر، فلا يمكن لبلد يعاني من وضع اقتصادي وأمني صعب، أن يستقبل هذا العدد الكبير من النازحين"، مشددا على وجوب "مساعدة لبنان على تخطي هذه الأزمة ومساعدة النازحين السوريين إليه". وطالب "المجتمع الدولي بإنشاء صندوق العودة لمساعدة السوريين وحثهم على العودة إلى مناطقهم الآمنة".
ودعا مهنا إلى صرف المساعدات على النازحين، لا أن تذهب للأمور الإدارية، مشيرا إلى انه على الجمعيات الدولية أن تتعاون مع الجمعيات اللبنانية، لا أن تأخذ مكانها، مطالبا الحكومة اللبنانية بوضع خطة طوارئ بالتعاون مع الجمعيات في لبنان، لمواجهة هذه الحالة الكارثية والمتفجرة.
تعليقات: