150 ألفاً يطالبون في تل أبيب باستقالة أولمرت

نتنياهو يدعو إلى انتخابات مبكرة: تقرير فينوغراد أزال الغطاء عن عيون الإسرائيليين.

شهدت الساحة الإسرائيلية أمس حراكاً سياسياً وشعبياً نشطاً لمطالبة رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير الدفاع عامير بيرتس بالاستقالة، في وقت لا يزالان فيه يحاولان المناورة في رهان على خبو شعلة المطالبة مع مرور الزمن، إضافة الى التطورات السياسية التي قد تحرف الأنظار باتجاهات أخرى.

وفيما عقد الكنيست جلسة استثنائية خاصة لمناقشة تقرير فينوغراد أمس، احتشد ما يقرب من 150 ألف إسرائيلي، ينتمون الى معسكرات سياسية متعددة، في ساحة رابين في تل ابيب، تحت شعار «أيها الفاشلون إلى البيت»، حيث طالبوا اولمرت وبيرتس بالتنحي والاستقالة، بعدما حمّلهما تقرير فينوغراد المسؤولية عن فشل عدوان تموز.

وتمثّل هذه التظاهرة الخطوة الأولى ضمن سلسلة من الخطوات المشابهة التي ستشهدها اسرائيل، وتنظمها مجموعة من الحركات الشعبية الاحتجاجية التي تألفت في أعقاب فشل العدوان على لبنان وفي مقدمتها حركة «تفنيت (تغيير اتجاه)» برئاسة اللواء احتياط عوزي ديان، وتجمع العائلات الثكلى، وحركة احتجاج جنود الاحتياط، وحركة جودة الحكم ولجان الطلاب الجامعيين وحركات أخرى. وقد شاركت في تظاهرة أمس أيضاً حركات سياسية، يسارية ويمينية، كمجلس المستوطنات وحركة ميرتس. ونقلت صحيفة «معاريف» عن منظمي التظاهرة قولهم إنه لن تُلقى كلمات من جانب شخصيات سياسية بهدف جذب اكبر عدد ممكن من التيارات السياسية سواء من اليمين او اليسار.

في هذا الوقت، قال مستشار أولمرت للشؤون السياسية، طال زيلبرشتاين، إن رئيس الحكومة سيولي اهتمامه للانتقادات لكنه لا ينوي العيش وفق استطلاعات الرأي. وأضاف «لا يمكن الديموقراطية أن تتحقق في حال إقالة رئيس الحكومة عبر التظاهرات مهما كانت كبيرة».

وفي السياق، ناقش الكنيست الاسرائيلي أمس تقرير فينوغراد في جلسة تخللتها دعوات عديدة وجّهها العديد من الشخصيات السياسية لاولمرت بالاستقالة. وكان أبرزهم رئيس المعارضة وحزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي قال «اعتقدنا أن لدينا من نعتمد عليه لكن القيادة لم تكن هناك». وأضاف إن «القيادة فشلت مرتين: مرة في الكفاءة التنفيذية وأخرى في رؤية الواقع»، مشيراً الى أن هذا الأمر «بدأ قبل الحرب».

وذهب نتنياهو في توصيف الواقع الإسرائيلي الى حد اعتباره أنه «نتيجة للحرب الأخيرة، بدا للكثيرين من أعدائنا أن يداً واهنة تمسك بسيف داوود. ونحن لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأن تكون يد اسرائيل واهنة. فترميم قدرتنا ليس فقط امر اليوم بل أمر حياتنا». واشار الى أن المشكلة لا تكمن في الشعب بل في قيادته، مشيراً إلى أن «الشعب قدّم دعماً تاماً للحكومة لإزالة التهديد، ولكن لم يكن هناك قيادة».

وقال نتياهو إن «هذه لحظة الحقيقة لدولة اسرائيل»، مشيراً إلى أن «لجنة فينوغراد أزالت الغطاء عن أعين مواطني دولة اسرائيل». ورأى أن «اللجنة قالت لنا الحقيقة التي كانت واضحة، لكنها طُمست خلال السنوات الأخيرة»، مشيراً إلى «أنه فقط عندما نكون أقوياء يتم منع الحرب. وفقط اذا كنا أقوياء يكون لنا أمل حقيقي لتحقيق السلام مع أعدائنا. وإذا ما ألقوا سيفهم عندها سيكون هناك سلام، أما اذا ألقينا نحن سيفنا فعندها لن نبقى».

وتابع نتنياهو أن «غالبية الشعب تدرك بأن أولئك الذين فشلوا ليسوا هم الذين بمقدورهم تنفيذ الإصلاح، فالفشل نابع من أدائهم». وطالب بتقديم موعد الانتخابات العامة.

واعتلى عضو الكنيست داني ياتوم، عن كتلة حزب العمل المشارك في الحكومة، منصة الكنيست. وقال «في اي دولة أخرى كانت الحكومة ستستقيل».

وفيما برز خلال الجلسة تغيّب العديد من أعضاء الكنيست، وبشكل خاص بيرتس، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في مكتب وزير الدفاع تبريرها بأن تغيبه نجم عن مشاركته في اجتماع أمني مع قيادة الجيش يعقد كل يوم الخميس في كل أسبوع.

وتحدث باسم الحكومة نائب رئيسها شمعون بيريز الذي اعترف «بأنه راودتني شكوك» حيال جدوى الحرب. لكنه أضاف إن الحرب منعت محاولات لأسر المزيد من الجنود الإسرائيليين وأدت إلى توقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل من جانب حزب الله.

وتوجه بيريز الى نتنياهو بالقول «إن كونك دعمت الحرب التي خرجنا بها، فمن الصعب بعض الشيء ان تنتقد».

وكانت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك قد وصفت، لدى افتتاحها، الجلسة نتائج تقرير فينوغراد بأنها قاسية. واوضحت أنه «يجب قول الحقيقة، وهي أن الحكومة كلها والغالبية العظمى من أعضاء الكنيست، وأنا بينهم، أيدوا شن الحرب».

تعليقات: