مكب نفايات وكلاب شاردة في مكب قريب من محطة ضخ مياه مرجعيون (طارق ابو حمدان)
تهدد النفايات والمياه المبتذلة، بشكل مباشر وغير مباشر، المياه الجوفية في مرج الخوخ والقصر المائي في ابل السقي، اللذين يرويان بمياه الشفة، عشرات القرى في منطقة مرجعيون، وذلك بعدما توزعت في محيطه العديد من المكبات العشوائية، من مختلف الأنواع والأحجام، يضاف اليها مجاري المياه المبتذلة، الناتجة عن مخيم النازحين السوريين المقام في تلة محاذية، والذي تتسرب منه لتتجمع بحكم الجاذبية، في جور متعددة الأحجام، تفصل بينها وبين النبع مسافة تتراوح بين الـ 300 والـ 900 متر، مما يضع مصادر المياه هذه وخزاناتها الجوفية، في دائرة الخطر البيئي، اذا لم تسارع الجهات المعنية، لمعالجة هذه المشكلة، والتي تبدو مستعصية، في ظل غياب البنى التحتية للصرف الصحي في المخيم، وعدم ايجاد اماكن بديلة، لبعض المكبات المعتمدة من قبل البلديات وأبناء القرى المحيطة.
خلال جولة عند محيط النبع والقصر المائي، بدت بوضوح كوم وتجمعات لنفايات قديمة وحديثة، رميت بشكل عشوائي الى جانب الطريق الفرعية، التي تربط الطرف الشرقي لخراج بلدة دبين بطريق مرجعيون ـ حاصبيا الدولية، كما هناك وبمحاذاة الطريق حفرة كبيرة، افرغت فيها النفايات اضافة الى الردميات وبقايا الأبنية المهدمة، بحيث باتت مقصدا للقطط والكلاب الشاردة التي وجدت فيها كل ما تشتهي من طعام، مما جعلها تستوطن بداخلها وفي محيطها، كذلك وبمحاذاة الطرف الغربي لمخيم نازحي سهل ابل السقي، استحدث النازحون مكبا للنفايات، بات مصدرا كما يشير النازح عبدالله العزي، للروائح الكريهة والحشرات، وللأمراض الجلدية والصدرية، العزي اعتبر ان الجهات المعنية تخلت عن معالجة هذا المكب، لنعمل نحن كنازحين على حرق النفايات مرة كل اسبوعين او ثلاثة، بسبب عدم تمكننا من شراء مادة المازوت نتيجة للنقص في المساعدات الدولية، بحيث نقوم بجمع بدل المازوت من النازحين العاجزين اصلا عن تامين ثمن ربطة الخبز، العزي يوضح ليقول ان احدى الشركات الخاصة كانت قد التزمت منذ اكثر من عام، عملية جمع ونقل النفايات من المخيم، لكن سيارة النفايات العائدة لها، قامت بمهمتها في جمع ونقل النفايات لثلاثة ايام فقط، لتتوقف بعدها دون ان تعرف الأسباب، بحيث وصل الينا ان خلف ذلك كان صفقة مالية على حساب النازحين، واعترف العزي بتسرب كميات كبيرة من المياه المبتذلة من المخيم الى محاذاة القصر المائي، وذلك بعدما طافت الحفر الصحية الصغيرة الموزعة بين الخيم والتي يتجاوز عددها الـ15حفرة، فنحن كنازحين عاجزين عن ضبط هذه المجاري، وقد ابلغنا ذلك الى العديد من الجهات المانحة، طالبين منها ايجاد حل علمي للصرف الصحي، دون ان نلقى جوابا.
مصدر في مصلحة مياه لبنان الجنوبي، ابدى تخوف المصلحة الجدي، من تكدس النفايات في دائرة مصادر المياه، اضافة الى مجاري الصرف الصحي العشوائية، وقال ان الخطر الحقيقي سيكبر في اعقاب هطول الأمطار، والتي ستجرف معها المياه المبتذلة، وما يتحلل من النفايات، الى مصادر المياه لتتغلغل في الخزانات الجوفية، وعندها ستكون الكارثة الحقيقية، فعلى الجهات المعنية ، اتخاذ كل ما من شانه، لمنع تسرب التلوث الى مقربة من النبع قبل فوات الأوان، وحتى الآن، يضيف، تقوم المصلحة بفحص مخبري للمياه بشكل دوري، فهي نظيفة كما نقوم بتعقيمها، ولكن الخوف يبقى من المستقبل القريب، ونأمل من البلديات في محيط النبع، القيام بواجباتها قبل ان تقع الكارثة ، كما نهيب بالوزارات المعنية، خاصة البيئة والصحة القيام بمسؤولياتها في هذا الأطار.
تعليقات: