برصاصة واحدة رمى رامي (34 سنة) بنفسه الى العالم الآخر، على الرغم من ان البعض قد يحسده على الحياة الكريمة التي عاشها، فهو رجل أعمال ناجح يملك والعائلة افران كيروز التي يقصدها الناس من مختلف المناطق.
عند الساعة التاسعة من صباح الاثنين وقعت الحادثة، وبالتحديد في حمام مكتبه في الطبقة الثانية. "شقيقه جو والعاملون في المكتب سمعوا صوت إطلاق نار فسارعوا ليجدوا رامي مرمياً ارضًا، مضرّجاً بدمائه، اما بقية العاملين فلم يعلموا بما حصل حتى جاءت سيارة الاسعاف والقوى الامنية، ويُنقل بعدها الى المستشفى" بحسب احدى العاملات.
صدمة وكتمان
"النهار" قصدت افران كيروز في منطقة جسر الباشا. للوهلة الاولى يظن الانسان ان الفرن يعمل وكذلك المطعم التابع له، فالسيارات ممتلئة في الموقف، لكن على غير العادة يقف موظفون مجموعات في الخارج، الصدمة بادية على وجوههم، تقترب سيدة خمسينية مكتوفة اليدين حائرة، فهي لا تصدق ان من كان يعاملهم كإخوته لا كموظفين رحل، فماذا عساها تقول عن رجل عملت معه لسنوات، ولم يوجّه لها يوما كلمة تجرحها "إنه جوهرة لا تثمّن، اعتقد ان هذه العبارة تعبر عن مدى الخسارة".
على باب الفرن يقف حارس حريص على ألا تصدر منه اي معلومة، اقتصر عمله اليوم على ابلاغ الزبائن الذين قصدوا المحل كالعادة، بعدما ركنوا سياراتهم في الموقف واقتربوا من باب الفرن انه مغلق لأسباب خارجة عن الارادة.
ادعاءات منفية
لكن ما سبب تواجد العمال اذا كان الفرن مغلقًا؟ يجيب احد الموظفين "علينا تأمين طلبيات سابقة للفنادق والمحال وكذلك للعزاء"، لكن عند سؤاله عن رامي رفض التعليق كما بقيّة زملائه، الى ان خرجت موظفة من الداخل كانت تهم بالصعود في سيارتها، توقفت قليلاً لتنفي ما يتم تداوله عبر بعض المواقع الإلكترونية ان "سبب الانتحار مادي" قائلة "لا احد يعلم ما في قلوب الآخرين، لماذا هذه الادعاءات والتحليلات". وعما اذا كانوا يقبضون رواتبهم في الفترة الاخيرة أجابت "بكل تأكيد لم يتأخّر يومًا علينا، كان يهتم بالجميع كعائلته ويحرص على اعطائنا استحقاقاتنا في مواعيدها".
ابن جديدة غزير ودعها اليوم عند الساعة الرابعة بعد الظهر، تاركاً خلفه ابنه انطوان (سبع سنوات)، وزوجة ووالدة لا تصدّق هول الكارثة، تقول احدى الموظفات "لم يطلّق رامي زوجته كما ذكرت بعض المواقع، نعم كان على خلاف معها، وكان كل منهما يسكن في منزل، لكن ذلك لا يعني ان الحديث مقطوع بينهما، حتى إنها كانت تتردّد الى الفرن قبل مدة غير بعيدة، والدليل على ذلك ان اسمها مذكور كزوجته على ورقة نعوته، اما انطوان فيتنقل بين الوالد والوالدة".
ثمّ أضافت: "لرامي شقيقان جو يعمل معه وربيع مصمم ازياء عالمي، وشقيقة تدعى عبير، والده متوفّى، اما والدته فثُكِلت بخبر فقدان مهجة قلبها، الشاب المرح الذي لا تفارق الضحكة وجهه، فهو من يملأ المكان المتواجد فيه حيوية وفرحًا، كيف لها اذا ان تصدق انه لن يدخل عليها بعد الآن ويغمرها بحبه وحنانه".
ماذا حصل؟
الحديث مع الموظفة يطول، عن صفات صاحب عمل لم يُشعِرهم يوما انهم موظفون "كان يقصد مكتبه بشكل دائم، قريب من جميع الموظفين، فهو متواضع الى أبعد الحدود، فماذا حصل معه، ولماذا أقدم على هذه الخطوة؟ اعتقد انه سر كبير دفن معه، لا سيما انه لم تظهر عليه اي علامات في الايام الاخيرة عن غضب او حزن بل بقي طبيعيًّا حتى آخر لحظة".
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" ان "رامي مات منتحراً" قائلاً "أطلق كيروز رصاصة على رأسه في حمام مكتبه أردته قتيلاً، والتحقيقات لا تزال جارية".
تعليقات: