عامل تشارك في مؤتمرات دولية حول قضية النازحين والعمل الإنساني والتغير المناخي


مهنا: رفض موقف الحكومات الغربية العنصري إزاء النازحين ودعوة للتضامن الدولي معهم وإلى عمل إنساني نضالي تضامني مع قضايا الشعوب العادلة

في إطار جهودها الدولية، للدفاع عن القضايا الإنسانية المحقة، وتكريس نموذج عالمي في العمل الإنساني والمدني، يعمل بعكس ثقافة "البزنسية" السائدة، شاركت مؤسسة عامل الدولية خلال الشهر الجاري في ثلاثة مؤتمرات دولية تتمحور حول قضية اللاجئين والعمل الإنساني ممثلة بالدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان.

وكان المؤتمر الأول في مرسيليا الذي نظمته وكالة التنمية الفرنسية ومركز التواصل المتوسطي والبنك الدولي حول أزمة النازحين السوريين والمسؤولية الدولية، حيث كانت ورقة عمل للدكتور كامل مهنا قدمها عبر مداخلة تحت عنوان "من الطوارئ إلى التنمية، بانتظار حل سياسي في سورية".

وأكد الدكتور مهنا في مداخلته، على ضرورة رفع مستوى التضامن العالمي مع قضية النازحين وإظهار حس أكبر بالمسؤولية خصوصا من قبل اوروبا والدول العربية، مشدداً على ضرورة إخراج العمل الإنساني من ثقافة "البزنسة" والربح وإعادته إلى مساره الصحيح في الدفاع عن القضايا المحقة.

"أزمة النازحين في ظل التغير المناخي"

كما ألقى مهنا محاضرة بعنوان "حان وقت العمل" في باريس ضمن أعمال مؤتمر "أزمة النازحين في ظل التغير المناخي ودور منظمات المجتمع المدني" في إطار التحضير لقمة COP21 البيئية نهاية العام الحالي، الذي نظمته وزارة الخارجية الفرنسية ومركز الأبحاث ايريس، حيث قدمت مؤسسة عامل بالشراكة مع ثلاث منظمات دولية أخرى ورقة نداء لدول العالم لمواجهة التغير المناخي الخطير بالطرق العلمية والسريعة والاستجابة للحاجات الإنسانية الطارئة في ظل هذه التغيرات، داعين المجتمع الدولي لاحترام مقررات القمم البيئية السابقة مثل "ريو " و"كيترو" و "كبتوكو" و"كوبنهاغن وكونكون" وريو 20 ، والتحضير الجدي للاستجابة لمقررات مؤتمر COP21 المنتظرة في العام المقبل.

كما تضمن النداء خلاصات لدراسات علمية حول المؤشرات الخطيرة للتغير المناخي، والتي تتمثل في ازدياد درجات الحرارة وارتفاع منسوب المحيطات بسبب ذوبان الثلوج في المتجمد الشمالي، حيث كان شهر تموز الماضي الأعلى حرارة بالتاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر، إضافة إلى توسع ظاهرة التصحر والنزوح السنوي بسبب التصحر والتغير المناخي الذي يؤثر بشكل مباشر على 32 مليون إنسان على الأرض، سنوياً.

ودعت المنظمات التي قدمت النداء الدول الصناعية الكبرى للتعاون في خفض انبعاث الغاز والتلوث، لأنها تمتلك أدوات التصدي والتأثير.

حقائق كارثية

وكانت مداخلة الدكتور كامل مهنا قد قدمت انتقاداً واضحاً للفجوة بين تصريحات السياسيين والحكومات والتنفيذ على الأرض، وتقاعس الدول الكبرى والمنتجة اتجاه الالتزام بمقررات القمم البيئية في ظل ازدياد ظاهرة التصحر وانحسار الريف وبالتالي تراجع الزراعة مما ينعكس بيئياً واجتماعيا بشكل خطير على البشرية.

واعتبر مهنا أنه وفي ظل وجود خطاب عالمي حول التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة نجد على الأرض أن 1% من سكان العالم يمتلكون 50% من الكرة الأرضية و20% من الشعوب تمتلك 80% من ثروات الأرض وهو ما يتسبب بواقع إنساني كارثي، وينبأ بنتائج خطيرة ومدمرة في حال عدم توزيع عادل للثروات على شعوب الأرض في المدى القريب، في عالم يزداد فيه الفقراء فقراً والأغنياء غنى كل يوم.

فمنذ عشرين عاماً كان عدد الفقراء 400 مليون والمليارديريين 10 فقط أما اليوم في العام 2015 فلدينا مليارين فقير و550 مليارديرا الأمر الذي يفضح سوء العقلية التي يدار بها هذا العالم،والمتمثلة بعقلية رجال المال والبنوك الذين يفكرون بالربح وليس بقضايا المجتمع والبيئة.

شراكة ندية مع أطباء العالم

كما عقد الدكتور كامل مهنا أثناء وجوده في باريس لقاء مع رئيسة جمعية أطباء العالم الدكتورة فرانسواز سيفينو واعضاء القيادة، حيث تم توقيع خطة شراكة ندية بعنوان "شركاء لا أوصياء" للعمل في أربعة مراكز تابعة لعامل في لبنان في كامد اللوز والعين وحي السلم وعيادة نقالة في البقاع، وتساعد النازحين السوريين لمدة ثلاث سنوات.

والهدف من هذه الشراكة إلى جانب الاستجابة إلى أزمة النازحين، تقديم أنموذج للشراكة الندية مع المنظمات الدولية ورفض الذهنية الاستعمارية السائدة وتوسيع دائرة القوة الضاغطة من أجل عمل إنساني فعال، وملتزم بالفئات الشعبية والمهمشة وبالقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

تاريخ العمل الإنساني

وأخيراً شارك الدكتور كامل مهنا في مؤتمر نظمته اللجنة الدولي للصليب الأحمر الدولي بالتعاون مع جامعة اكسيتير في جنيف حول تاريخ العمل الإنساني، حيث ألقى مهنا محاضرة عن العمل الإنساني مقسماً إياه إلى ثلاث مراحل اساسية، حيث كانت المرحلة الأولى منه تبشيرية ، استعمارية برزت خلال الحربين العالميتين، والمرحلة الثانية في الستينات والسبعينات عندما كان العمل الإنساني نضالياً وتضامنياً وملتزماً بقضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والمرحلة الثالثة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمستمرة حتى الآن، والتي أخذت طابع "البزنسة" والربحية المتجدة من روحية العمل الإنساني الحقيقي.

ودعا مهنا إلى إعادة العمل الإنساني للالتزام بقضايا الشعوب المحقة في عالم ينهشه الفقر والتهجير، حيث هناك 60 مليون لاجئ اليوم حول العالم، منتقداً تراجع المساعدات الإنسانية وانفاق معظمها على المصاريف الادارية والدعاية الاعلامية وعدم الالتزام بشرعة حقوق الانسان من قبل الدول التي ترفع هذه الشعارات وهي ترفض حتى استقبال اللاجئين، بيتما يتحمل لبنان عبئاً مهولاً، أكثر من مليون ونصف نازح أي ثلث عدد سكانه، في ظل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي يعاني منها، من دون أي مساعدة دولية له لتحمل هذا العبء، في ظل معاناة مليون ونصف لبناني من الفقر المدقع، وافتقار معظم اللبنانيين لفرصة الضمان الصحي والاجتماعي، مؤكداً أنه من الضروري جداً أن تساعد الدول الكبرى لبنان الذي يساعد سورية بانتظار حل سياسي للأزمة السورية المتفاقمة.

تعليقات: