الوفد مع رئيس بلدية كفركلا
مع مطلع كل شتاء، تتكرر مشكلة المياه بين لبنان واسرائيل وخصوصاً عند العبارة الحدودية قرب بلدة كفركلا، اذ ان انحناء الارض في اتجاه لبنان يدفع المياه المتدفقة من الجانب الاسرائيلي للحدود الى اغراق الطريق الرئيسية التي تربط مرجعيون ببنت جبيل وتسلكها آليات "اليونيفيل" يومياً، والى الحاق اضرار جسيمة بالمزروعات وحقول الزيتون، اضافة الى تسرب المياه الى منازل مجاورة. وفي العام الماضي، اغلق الجيش مدخل العبارة من الجانب اللبناني، مما ادى الى تجمع المياه في بركة كبيرة عند الطرف الآخر من الحدود الامر الذي اثار احتجاجاً اسرائيلياً.
وفي محاولة لتفادي تكرار المشكلة وايجاد حل لها، جال وفد من قيادة لجنة الارتباط والتنسيق في القوة الدولية في الناقورة على الحدود برئاسة الكولونيل الفرنسي برنارد كومينز وعضوية الليوتنانت كولونيل تيتو تولا والكابتن كريستيان باساراني، الى رئيس مكتب الشؤون المدنية ريتشارد مورشينسكي. ثم التقوا رئيس بلدية كفركلا موسى الزين شيت في مقر البلدية، في حضور ضباط من الجيش والارتباط.
وسعى المجتمعون الى حل المشكلة بعدما قدّم شيت عرضاً مفصلاً عن الاضرار التي يخلفها تدفق المياه من الجهتين اللبنانية والاسرائيلية، مقترحاً ان يقوم الجانب اللبناني بتسوية الوضع من جانبه، على ان يتولى الجانب الاسرائيلي بدوره ايجاد حل لمشكلة المياه من الناحية الثانية من الحدود. ورفض رفضاً تاماً اعادة فتح العبارة.
وبعد مشاورات، اقترح الوفد ان تساهم القوة الدولية في انشاء شبكة لتصريف المياه تمتد على طول الطريق من الطرف الشرقي والشمالي لبلدة عديسة المحاذية لكفركلا وصولاً الى مدخل الاخيرة بطول نحو 1200 متر، ومن هناك تربط بالشبكة التي انجزتها البلدية اخيراً لتفادي وصول المياه الى المنازل المجاورة. كما ستقوم اللجنة بدرس الخرائط التي وضعتها بلدية كفركلا للمشروع مع مهندسين اختصاصيين من "اليونيفيل" على ان تبلغ الجانب الاسرائيلي بتسوية الوضع من جهتها.
وفي الاطار نفسه، تقدم شيت باقتراح آخر الى اللجنة حول مسألة الطريق الحدودية المحاذية لـ"بوابة فاطمة"، فطلب منها تأمين الحماية الامنية لاحدى الجمعيات التي تعتزم اعادة تأهيل المسافة الفاصلة بين الشريط الحدودي ومكعبات الباطون، عبر زراعة ورود واشجار، فوعدت بدراسة الموضوع ايضاً. بعد ذلك انتقل الجميع الى موقع العبارة قرب الحدود.
وفي حوار مع الصحافيين، سُئل كومينز اجواء اللقاء الدولي الذي عُقد قبل يومين في الناقورة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، فذكر ان ابرز ما ناقشه كان تحديد الخط الازرق ومسألة الخروق الجوية الاسرائيلية، مشيراً الى ان الاجواء كانت "ايجابية، ومن المنتظر تلمّس نتائج ملموسة قريباً". وقال: "بدأنا بتنفيذ مشروع اعادة اظهار علامات الخط الازرق وهذا ما نص عليه القرار 1701، وذلك على مسافة 4 كيلومترات في محيط الناقورة، ومتى انجز هذا الامر الذي سيتطلب وقتاً وجهداً كبيراً، سنقوم بتعميم التجربة على طول الخط الازرق الذي يتجاوز طوله مئة كيلومتر".
وعن الخروق الجوية اليومية، لفت الى ان قائد القوة الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو ابدى اصراره على وقفها.
اما بالنسبة الى المناورة التي اعلن "حزب الله" تنفيذها قبل ايام، فقال: "لم نناقش الامر، ولكننا نعلم موقف الحكومة اللبنانية منه"
تعليقات: