نازحو مرج الخوخ يستعدون لعواصف الشتاء


مرجعيون ـ

يسابق أبو علاء العلي، النازح السوري في مخيم مرج الخوخ-قضاء مرجعيون الزمن لإصلاح خيمته وتدعيمها لتكون حصنا متينا وآمنا في مواجهة العاصفة المنتظرة «كارلو» وما تحمله الأيام القادمة الطويلة من فصل الشتاء في منطقة تتميز بفصل قارس ومثلج في أغلب الأحيان.

يقول والد الأبناء الأربعة: «نحنا القدر والنزوح رمانا في هذا المخيم ولكن المشكلة في غياب وتراجع المساعدات، وخاصة وسائل التدفئة والمازوت»، مشيرا الى انه قد تعوّد على خيمته هذه «رغم دلف المي اللي بيصير بالشتا، بعد ناقصني شوية خشب ونايلون حتى تصير الخيمة منيحة وسد الثغرات الموجودة فيها، وكل اللي بيعز علينا أنو كل سنة بنقول السنة اللي جايي أحسن، ويبدو قصتنا طويلة وما حدا عم يسأل عنا إلا بالحكي..عسى ان تكون هذه الشتوية حنونة علينا وعلى أولادنا».

مخيم مرج الخوخ الذي يقطن فيه اكثر من 150 عائلة سورية غالبيتهم من محافظة ادلب وجلّهم من الأطفال، إضافة الى عشرات العائلات الأخرى التي تتوزع في سهول الخيام والوزاني وغيرها، يعيشون في خيم لا تؤمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة، وحياة يكتنفها شظف العيش ومرارة النزوح، لا سيما في فصل الشتاء حيث يتحول هذا المخيم الى مستنقع تغمره المياه من الأرض والسماء وتصبح الممرات بين الخيم مليئة بالوحول، ويستعينون بالنايلون والشوادر وبقايا الإعلانات لتمتين خيمهم والتخفيف من مفاعيل الأمطار والعواصف. «نحنا ما عاد إلنا إلا رحمة الله»، حسبما يشير أبو محمد عبد الوهاب ، لديه ثمانية اولاد، «بيصير هاجسنا كيف بدنا نأمن الدفا لأولادنا ونحميهم من المي اللي بتدلف داخل الخيمة«، مضيفا، «كل سنة بتزيد المتاعب وبتقل المساعدات، ومش عارفين كيف بدا تمضي هالشتوية.. الله كريم».

ويتمنى ابو حسان العمر، الذي قسّم خيمته الى غرفتين ولديه عشرة أولاد، ان يأتي هذا الشتاء من غير أمراض «لا سيما على أولادنا، خوفا عليهم وعلى صحتهم وكلفة الأدوية اللي بتكوينا بنارها، كأن ما بكفينا إنو ما في شغل والمساعدات فينا نقول صارت من الماضي، والدفا شوية اغصان يابسة وبعض جفت الزيتون وشوية مازوت لأن السعر بعدو مقبول».

أكثر من أربع سنوات مرّت والنازحون ينتظرون تغيّر الأحوال وعودتهم الى وطنهم، وكل عام يمرّ عليهم يشهد تراجعا بالمساعدات ومتطلبات الحياة بحدها الأدنى لاسيما فصل الشتاء الذي تنحسر فيه فرص العمل على قلّتها، وتكثر فيه الضرورات الحياتية من تأمين لقوتهم اليومي وبيت آمن ودافئ يقيهم الأمراض، ويبقى املهم معلق بغدٍ أفضل وعودة سريعة الى وطنهم.

تعليقات: