نبيه ونيس حشمه: يا رايح عالوطن صوب الجنوب ميّل على الخيام قبل الغروب حملّي سلام ولو كان حمل ثقيل بالخيام كان عندي ألف محبوب
جميعنا نتغنّى بشعراء العرب القدماء من العصور الماضيه كعصر الجاهلّيه
وعصر بني أميّه والعبّاسين وغيرهم ونتاخاذل عن ذكر بعض شعراء عصرنا
كمثل هذه القصيده التي ألقاها أحدهم في تأبين خنجر أفندي العبدالله في
حسينية الخيام في الخمسينات التي ما تزال في ذاكرتي رغم السنين التي
صرفتها في المهجر وهو يقول:
(كما ينقلها لكم نبيه حشمه من أوتاوا كندا
في التاسع والعشرين من تشرين الثاني من سنة ألفين وخمسة عشر)
ألأوجه البيض والغر الميامين * * والسادة الصيد والشم العرانين
برغم أنف العلى والمكرومات مضوا * * وأقفرت بعدهم تلك الدواوين
ماذا تقول القوافي ويح صاحبها * * لا المدح مدح ولا التأبين تأبين
قم يا محمد هذا المرج قد نضبت * * مياهه وذوت فيه الرياحن
والأنصل البيض في أغمادها صدأت * * وأقفرت من مذاكيها الميادين
هذي الغرابيب ملء الجو صاءلة * * لما تخلت عن الجو الشواهين
هذا هو الروض قد شاهت مناظره * * لا الورد ورد ولا النسرين نسرين
لا العشب زاه ولا الأغصان مورقة * * تشدو عليها العماري والحساسين
والنهر جف فلا حور بضفته * * يتيه زهوا ولا بان وشربين
تعطل الروض من شاد وشادية * * فكل أطيارها باك ومحزون
يا مرج أين الألى كانت لعزتهم * * كأنها حشم تبدو السلاطين
أين الذين لهم كانت خيامهم * * بغداد في عزها والكل هارون
أين النوادي بأهل الفضل حافلة * * أين الجهابذة العلم الأساطين
أين البيوت التي كانت تلوذ بها * * عفاتنا واليتاما والمساكين
أين الزعيم الذي للغير ما ملكت * * يمينه وله دنياه والدين
لم يبقى إلا زعامات مزيفة * * بها إبتلينا وأبيات دكاكين
جميع أمجادها الزلف لي كنا * * وبأسها فقرنا والذل والهون
من لحمنا طبخها والراح من دمنا * * والقصر من دمنا بالخير مشحون
من طمرنا الخز ملبوس لها ولها * * من رشح جبهتنا تلك الملايين
وإن شكا مخلص حر وقال لنا * * حتام تنهشنا تلك السراحين
أو قال حتام والإسلام دينكم * * تسودكم ذلة تلك الفراعين
ثار الزعيم وثرنا في معيته * * كأنها إستنجدت فينا فلسطين
أبا الحسيب إذا ما بت في عدن * * وحولك الحور والولدان والعين
فلا تحدث بها اللآباء عن وطن * * أسماكه الشعب والحكام تنين
ولا تقل عهد هذا غير صاحبه * * سيان في الجور أيلول وتشرين
تعليقات: