يشير إلى أشجار سنديان قطعت في حرج كفرشوبا (طارق ابو حمدان)
تعرّضت أحراج السنديان المعمرة في خراج بلدة كفرشوبا، لمجزرة بيئية قاسية، ارتُكبَت تحت جنح الظلام، وتحديداً في منطقة معروفة بـ «وذاذ»، التي غزتها ولا تزال جماعات، عملت وبواسطة المناشير الآلية، على قطع عشرات الأشجار من أسفل جذورها، وفي مساحة زادت على 3 دونمات. اعتمدت هذه المجموعة في فعلتها على الحرفية بمهارة، بحيث لجأت الى قطع متباعد للأشجار، لتتحاشى أنظار الجهات المراقبة المعنية. لكن بعض المزارعين ورعاة الماشية، تنبّهوا لأمرها، وقاموا بإبلاغ رئيس البلدية ومأموري الأحراج ومكتب الزراعة في حاصبيا، ليتم في أعقابها، إرسال فريق من مراقبي الأحراج، والقوى الأمنية الذين أجروا كشفاً على منطقة التعدي، وأعدوا تقارير مفصلة رفعت للسلطات المختصة.
أشارت التحقيقات الأولية التي تقوم بها الجهات المعنية، في الاعتداء على هذه الأحراج، الى مجموعة من التجار، العاملين في قطع وتسويق حطب التدفئة، إضافة الى جماعة من النازحين السوريين، والذين استغلوا ظروف الطقس الماطر وساعات الليل، ليقطعوا بعض الأشجار إضافة الى الأغصان، ينقلونها الى تجمّعاتهم أو خيمهم، بهدف تأمين قوت نار التدفئة لأشهر البرد، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشون.
أبناء قرى العرقوب، إضافة الى الناشطين البيئيين في المنطقة، أعربوا عن خشيتهم من تصاعد مثل هذه الاعتداءات، على الثروة الحرجية مع ارتفاع اسعار الحطب، بحيث تجاوز سعر الطن الـ 500 دولار اميركي، وتساءل هؤلاء عن دور مأموري الأحراج، والسلطات الأمنية المعنية، في كشف المعتدين ومعاقبتهم، داعين وزارتي الزراعة والبيئة والقوى العسكرية كافة، الى اخذ دورها في حماية الثروة الحرجية، لا سيما ان احراج العرقوب تعتبر إرثاً طبيعياً وثقافياً وحضارياً، وإن هذه الغابات التي نجت من القذائف الفوسفورية الإسرائيلية، بعدما أحرقت مساحات منها، تأتيها اليوم مناشير تجار الحطب لتقضي، على ما تبقى منها. علماً أنها تضمّ أنواعاً عدة من الأشجار، كالعفص واللزاب وعدد كبير من اشجار السنديان المعمّرة وهي من نوع «البلوط» النادر، وهذا النوع من الأشجار يتميّز بقسوته وقوة تحمله لتقلبات الطقس.
رئيس البلدية الدكتور قاسم القادري، ابدى استغرابه وعتبه على الجهات المعنية، التي لم تقم بما يلزم من أجل الحفاظ على الثروة الحرجية، التي تتميّز بها جبالنا، متسائلاً كيف قامت هذه الجهات المعتدية، بقص السنديان وبكميات كبيرة، وعملت على نقله من هذه المنطقة الجبلية الوعرة الى مناطق بعيدة، من دون أن تجد اية عقبات وفي خفية عن اعين قوى الأمن وحراس الغابات! ودعا القادري الى حماية جدية لأحراج المنطقة، لما لها من لمسة جمالية، ومفاعيل منـــاخية ايجابية. فعلى المراجع المعنية التحرك لكشف الفاعلين ومـــعاقبتهم، حتى يكونــوا عبرة لكل من يحاول الاعتداء علىى هذه الأشجار الصامدة والشامخة في أحراجنا.
تعليقات: