لم تحرك الأعياد المجيدة، اسواق المنطقة الحدودية بعد، والتي ترقد منذ فترة طويلة ،في سبات عميق، بالرغم من عروضات المحال التجارية، التي اعلنت عن تنزيلات ما بين 20 و40 في المئة، في محاولة للنهوض، اقله في عيدي الميلاد وراس السنة، كما يشير رواد صاحب محل البسة نسائية، في احدى قرى مرجعيون، الذي رفع لافتات تشير الى تخفيضات وتنزيلات، منها مع كل قطعة قطعة اخرى مجاناً. ومقابل شراء بقيمة 100 الف ليرة، هدية بـ 25 الفا وكل قطعة بدولار. لم تنفع كل هذه الاغراءات، كما يقول صاحب المحل، لان الزبون عاجز ومفلس، همه تامين لقمة عيش عائلته.
حركة تسوق خفيفة
في هذه الفترة حركة اسوق القرى الحدودية عادية، ليس ما يشير الى العيد سوى شجرة الميلاد، التي رفعتها بلدية مرجعيون وسط ساحتها، والتي ازدانت بكل المصابيح الكهربائية، وضجت بمختلف الألوان الباهرة، هذا ما يجمع عليه ابناء المنطقة، حسب ربة المنزل سوسن، التي اعربت عن اسفها للوضع الأقتصادي الصعب، الجميع يتجاهل هذه الأعياد، فاليد قصيرة، همنا تامين الحاجيات الضرورية من ماكل ومشرب، والقليل من العاب الأطفال الرخيصة، فاقبال المواطن يقتصر على الأولويات الملحة وبنسبة بسيطة، ومنها مثلا البسة الصغار والمواد الغذائية.
جنون الاسعار
جنون الأسعار الذي لم تحد منه الحسومات المزعومة، اضافة الى كساد المواسم الزراعية، وتراجع القدرة الإنتاجية عند المواطن، كلها عوامل ضاغطة حدت من حركة العجلة الإقتصادية، كما يشير المواطن احمد عمر، والتي تستفحل في ظل غياب المعالجات من قبل الجهات المعنية، حيث الجميع يشكو من سوء الأحوال المعيشية وإنعكاساتها على القدرة الشرائية لدى مختلف الفئات، وحال الركود هذا لم يستثن احداً بمن فيهم التجار، صغاراً كانوا أم كباراً، من بائعي الألبسة والحلويات والمواد الغذائية، وصولاً الى أصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية المتوسطة.
هذا الوضع الإقتصادي الصعب، تقول جميلة اللقيس صاحبة مؤسسة صغيرة تتعاطى بيع المنتوجات الزراعية المحلية، يتزامن مع تقنين حاد في الكهرباء والمياه ورفع فواتير المولدات، التي تجاوزت عتبة المئة دولار اميركي، بالرغم من انخفاض سعر مادة المازوت خلال هذا العام الى ما يقارب النصف، من دون ان ننسى كلفة التدفئة في الشتاء عبر حطب الموقد وغاز وجفت ومحروقات.
جولة على الاسواق
جولة على العديد من اسواق مرجعيون وحاصبيا ،اضافة الى الأسواق الشعبية في سوق الخان والخيام وغيرها، تبين ان الحركة ضعيفة، ان لم نقل معدومة، والسبب، كما يبدو لسمير صاحب محل احذية، الأوضاع السياسية والإقتصادية الصعبة والمتطلبات العائلية المتزايدة في هذه الفترة، كل ذلك حدا بالمواطن للبحث عن طرق للتوفيق بين قدرته المادية وتلك المتطلبات، كما ان فكرة انتظار شهر التسوق في شباط كما العادة حدت من الهجمة على المحال، علنا نتبضع باسعار ادنى وان كانت البضائع التي تعرض قليلة .
أصحاب محال الحلويات، الذين كانوا يتوقعون هجمة غير عادية من الزبائن، مع حلول الأعياد، تفاجأوا بهذا الركود الحاصل حيث البيع، وقبل ايام من الميلاد، عادي جدا، تقول فيرا العاملة في احد المحال على طريق عام الحاصباني. وتضيف بسخرية ربما هذا الركود عائد الى كثرة المصابين بداء السكري.
درس الاسعار قبل الشراء
تقف ام جمال عبلا حائرة أمام محل لبيع الألبسة، حيث بدأت بالاطلاع على الأسعار ومقارنتها مع قدرتها الشرائية، لتأمين ملابس العيد لأولادها الأربعة، وهي تقول أنه برغم بعض الإغراءات التي يعتمدها التجار لهذا العيد، لا تزال الأسعار مرتفعة، وتحول دون تمكننا من تأمين حاجات أولادنا، ونستعيض عن ذلك بشراء قطعة ثياب واحدة لكل ولد كي لا نحرمه فرحة العيد. وتسأل الى متى سيبقى الوضع الإقتصادي على هذا النحو؟
بيع بالتقسيط
امال شحاذة صاحبة محل ألعاب وهدايا، تشير الى أن غالبية الأسعار إرتفعت بالمقارنة مع العام الماضي أكثر من 20 في المئة بسبب زيادة الضرائب ناهيك عن البطالة، حركة السوق تحت رحمة السياسيين، لأن أي خطاب ناري أو لهجة سياسية قاسية تؤدي الى تراجع في حركة السوق، صحيح ان حركة العيد خفيفة وهذا غير مقبول في مثل هذه الأيام،لافتةً الى ان هناك ظاهرة جديدة تتمثل بشراء العاب الاطفال بالتقسيط، وهذا دليل واضح على ما يعانيه المواطن، ونحن كتجار نشعر بذلك ونحاول التوفيق بين تصريف بضائعنا بأسعار تشجيعية وتسهيل البيع حتى ولو بالتقسيط».
شجرة الميلاد في مرجعيون (طارق ابو حمدان)
تعليقات: