فعلتها «جمعية بيت المصور في لبنان» من مقرها في النبطية، وأصدرت 32 بطاقة بريدية لصور من مناطق الجنوب وأنهارها وينابيعها، جبالها وسهولها، وبعض الحرف، متعاونة مع جمعيات أهلية وبلديات.
ومن المقرر أن تقوم الجهات «المتعاونة» بتوزيع معظمها على تلامذة المدارس «بغية إعادة الروح للبطاقة البريدية التي دخلت في غياهب النسيان، وبات جيل اليوم لا يعرف عنها شيئاً أو يعنيه تداولها»، يقول رئيس الجمعية الزميل كامل جابر.
ولم تكن الفكرة لتكتمل لولا تلقفها من قبل رئيس اتحاد بلديات الشقيف الطبيب محمد جابر و «جمعية التنمية للإنسان والبيئة» و «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي»، فضلاً عن بلدية الخيام و «المعرض الدائم للطوابع البريدية» و «مركز سعيد اسعد فخري الثقافي في الزرارية».
لماذا 32 بطاقة؟ يشير جابر إلى أن «الجهات المعنية، وخصوصاً ليبان بوست تُغيّب، عن قصد أو غير قصد، الجنوب ومناطقه الطبيعية، إذا ما استثنينا بعض آثار صيدا وصور، عن البطاقات البريدية، لذلك جاءت الفكرة بعد معرض الطوابع البريدية الذي اقامته الجمعية ومعرض خليل برجاوي الدائم لطوابع البريد في النبطية، الصيف الماضي، ووجدت أن المناسبة باتت تستدعي إعادة الاعتبار إلى البطاقة البريدية، لكن أي بطاقة؟ البطاقة التي تحمل الصورة الجميلة للجنوب العامر بالخيرات والمياه».
ولأن الجنوب يستحق التعويض عن ضيم «ليبان بوست»، في إبراز جمالياته الطبيعية والبيئية والحرفية وقلاعه الأثرية، قررت «جمعية بيت المصور» طبع 32 بطاقة بريدية بكمية بلغت نحو 42 ألف بطاقة شارك اتحاد بلديات الشقيف والجمعيات المعنية بتمويل تكلفتها.
ويؤكد رئيس جمعية التنمية فضل الله حسونة «أنها فرصة مميزة جاءت عشية الأعياد المجيدة ورأس السنة، فضلاً عن الفكرة الرئيسية التي طرحتها جمعية بيت المصور وتقضي بتوزيعها على تلامذة المدارس الذين يجهل معظمهم حكاية البطاقة البريدية التي عايشها جيلنا وما تحمله من ثقافة الصورة ودلالاتها وذاكرة الشعوب، لذلك ستوزع على أكبر عدد منهم مع عرض لحكاية البطاقة البريدية وتشجيعهم على تداولها».
ويبدي الدكتور محمد جابر أسفه «على جيل اليوم الذي بات مسروقاً من قبل أجهزة الاتصال والإنترنت، ولا يسأل عن ذاكرة ملموسة تعيش في المتناول الحسّي في أدراج الخزائن والمكتبات، وما تحمله من ذكريات مكتوبة بخط اليد ومؤرخة بلحظاتها وأيامها، لذلك لن نكتفي بما أصدرناه، بل ان هذه المسيرة ستستمر وسنطلق قريباً بالتعاون مع جمعية بيت المصور بطاقات بريدية تحمل أعمالاً خالدة لرسامين ونحاتين جنوبيين رحلوا عنا، أمثال عبد الحميد بعلبكي وزعل سلوم وفؤاد جوهر وموسى طيبا وغيرهم».
32 بطاقة لـ 32 صورة سجلتها عدسة كامل جابر في أوقات مختلفة لمناطق النبطية وصيدا وصور وبنت جبيل، جزين وحاصبيا ومرجعيون والخيام (الدردارة والرقَيقَة) والطيبة (العين الفوقا)، قلعة الشقيف ونهري الليطاني والزهراني وحرفة الفخار وزراعة التبغ (نشر بعضها في «السفير»)، سيتم إطلاقها مع عرضها في لوحات تتضمن طوابع بريدية في مركز «جمعية التنمية للإنسان والبيئة» في صيدا عند الخامسة من مساء اليوم، وستكون مجموعة منها هدايا في غلاف «ميلادي» يحتوي على 12 بطاقة بريدية من أقضية الجنوب جميعها.
تعليقات: