مراقبة دولية مستمرة على الحدود في ظل الإستنفار المعلن – صورة مايا العشي - مرجعيون

الحدود الجنوبية/

في وقت لم تتبنَّ إسرائيل عملية إغتيال المجاهد سمير القنطار في سوريا، أعلنت مجموعة أنها تنتمي إلى "الجيش السوري الحر"، تبنيها عملية إغتيال الأسير المحرر المجاهد سميرالقنطار في جرمانا في دمشق، وسادت جنوباً حال من القلق والترقب المنطقة الحدودية، غداة الهجوم الصاروخي من جنوب لبنان باتجاه الشمال الإسرائيلي، الذي لم تعلن أيّ جهة المسؤولية عنه، رداً على عملية الإغتيال، حيث رفع الجيش الإسرائيلي حالة استنفار قواته الى أعلى الدرجات، وأبعَد دورياته المؤللة عن الخط الحدودي، والمزارعين الإسرائيليين من البساتين المتاخمة للسياج الشائك تحسّباً لأيّ تطورات عسكرية، إزاء تهديد حزب الله بأن هذه العملية لن تمرّ دون ردّ، حتى طائرت الإستطلاع غابت عن أجواء المنطقة الحدودية، في وقت بدا الوضع هادئاً على طول الخط الأزرق وعلى جانبي الحدود، التي شهدت حركة خجولة في الجانب اللبناني كما في الجانب الإسرائيلي، فيما زادت "اليونفيل" من أعمال المراقبة لجانبي الحدود، ورفعت استعدادها إلى التدبير الرقم 3، ودعت قيادتها، التي فتحت تحقيقاً لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وتحديد مواقع إطلاق الصواريخ، الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس لمنع أيّ تصعيد يهدف إلى تقويض الإستقرار في المنطقة، ونشرت قوات إضافية على الأرض، في ظل تكثيفها الدوريات طوال الخط الأزرق، وفي كلّ أنحاء منطقة عملياتها لمنع أي حوادث أخرى، وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي اتخذ إجراءات أمنية على محاور القطاع الشرقي، وعلى امتداد الحدود الفاصلة وصولاً إلى الناقورة، وأقام حواجز تفتيش للسيارات العابرة في المنطقة الحدودية ، ودقق في هويات الركاب والعابرين، فيما تقوم فرق مشتركة لبنانية - دولية بالبحث عن منصات الصواريخ في محيط بساتين القليلة والمنصوري. وفيما لم يحدّد بعد مصدر إطلاق القذائف، يرجح المحللون العسكريون الإسرائيليون أن مصدرها أحد فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، ويستبعد المحللون العسكريون في القناة العاشرة الإسرائيلية أن يكون حزب الله وراء إطلاق القذيفة لأنه لا يمكن أن يرى بهذه الخطوة ردًا على اغتيال القنطار، ومن المرجح أن حزب الله يخطط لعملية إنتقام نوعية، وليست على شكل قذيفة تسقط في منطقة مفتوحة.

وفي وقت سادت حالة من الهلع في منطقة نهاريا وشلومي في الجليل الغربي، ومعظم المستوطنات في الشمال الإسرائيلي بعد سماع دوي الإنفجارات الثلاثة وإطلاق صافرات الإنذار، نقلت القناء الإسرائيلية الثانية عن أحد السكان قوله: "صحيح أننا توقعنا ان يرد حزب الله على اغتيال القنطار بإطلاق صواريخ الكاتيوشا، لكن رغم ذلك تفاجأنا عند سماع الإنفجارات، وشعر الجميع بالخوف". ولم يؤد سقوط القذائف إلى وقوع إصابات أو أضرار.

وصباح اليوم، عثرت قوات الأمن الإسرائيلية في منطقة نهاريا، على بقايا إحدى القذائف الصاروخية التي أطلقت مساء امس من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي. وقد طالبت إسرائيل على لسان مندوبها في الأمم المتحدة داني دانون، المنظمة الدولية بشجب إطلاق القذائف على أراضيها، الذي شدّد على أن إسرائيل لن تقبل المساس بسيادتها وبأمن مواطنيها، وأنها ستواصل حماية اراضيها ومواطنيها من أي اعتداءٍ مهما كان.

وفيما تستعد إسرائيل لرد فعل حزب الله على اغتيال القيادي المجاهد سمير القنطار، تحدّث عسكريون إسرائيليّون، أنه "رغم الفوضى في المنطقة، ما زالت إسرائيل قادرة على ملاحقة أعضاء حزب الله وإلحاق الأذى بهم، في استهداف شخصي موضعي مركّز في سوريا ولبنان".

وقللّ المواطنون الجنوبيون من ردة فعل إسرائيل التي يختبئ جنودها خلف الدشم ولا يظهرون بتاتاً بانتظار ردحزب الله وما سيعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في المناسبة الأليمة.

في إسرائيل، قال عضو الكنيست إيال بن رؤوفين، من كتلة "المعسكر الصهيوني" والنائب السابق لقائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي، إن إسرائيل تستعد لردّ فعل محتمل لحزب الله على اغتيال القنطار بعملية عسكرية شائكة، وعلى الأرجح أن رد فعل كهذا، إذا حدث، سيكون مدروسا وليس من أجل إشعال المنطقة بحرب شاملة".

وأجمعت معظم التحليلات الإسرائيلية على أن حزب الله سيرد على اغتيال عميد الأسرى اللبنانيين المحررين سمير القنطار، لكنها تساءلت ما هو حجم هذا الردّ، وهل سيؤدي إلى فتح مواجهة شاملة بين الحزب وإسرائيل، فيما أشارت التحليلات إلى أن حزب الله، تجنب في المرات السابقة وآخرها إغتيال جهاد مغنية، التصعيد المفتوح بسبب انهماكه في الحرب السورية.

يذكر أن حزب الله كان قد رد على اغتيال إسرائيل لجهاد مغنية وضابط إيراني من خلال شن عملية في منطقة مزارع شبعا أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين.