الحدود الجنوبية/
حال من الهدوء الحذر والترقب سادت جنوباً المنطقة الحدودية، غداة الهجوم الصاروخي من جنوب لبنان باتجاه الشمال الإسرائيلي، الذي لم تعلن أيّ جهة المسؤولية عنه، رداً على عملية الإغتيال، حيث رفع الجيش الاحتلال الإسرائيلي حالة استنفار قواته الى أعلى الدرجات، وأبعَد دورياته المؤللة عن الخط الحدودي، والمزارعين الإسرائيليين من البساتين المتاخمة للسياج الشائك تحسّباً لأيّ تطورات عسكرية، إزاء تهديد حزب الله بأن هذه العملية لن تمرّ دون ردّ، في وقت بدا الوضع هادئاً على طول الخط الأزرق وعلى جانبي الحدود، التي شهدت حركة خجولة في الجانب اللبناني كما في الجانب الإسرائيلي، فيما زادت "اليونفيل" من أعمال المراقبة لجانبي الحدود، ورفعت استعدادها إلى التدبير الرقم 3، ودعت قيادتها، التي فتحت تحقيقاً لتحديد الوقائع وملابسات الحادث وتحديد مواقع إطلاق الصواريخ، الأطراف إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس لمنع أيّ تصعيد يهدف إلى تقويض الإستقرار في المنطقة، ونشرت قوات إضافية على الأرض، في ظل تكثيفها الدوريات طوال الخط الأزرق، وفي كلّ أنحاء منطقة عملياتها لمنع أي حوادث أخرى، وذلك بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي اتخذ إجراءات أمنية على محاور القطاع الشرقي، وعلى امتداد الحدود الفاصلة وصولاً إلى الناقورة، وأقام حواجز تفتيش للسيارات العابرة في المنطقة الحدودية ، ودقق في هويات الركاب والعابرين، فيما تقوم فرق مشتركة لبنانية - دولية بالبحث عن منصات الصواريخ في محيط بساتين القليلة والمنصوري. وفيما لم يحدّد بعد مصدر إطلاق القذائف، يرجح المحللون العسكريون الإسرائيليون أن مصدرها أحد فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، ويستبعد المحللون العسكريون في القناة العاشرة الإسرائيلية أن يكون حزب الله وراء إطلاق القذيفة لأنه لا يمكن أن يرى بهذه الخطوة ردًا على اغتيال القنطار، ومن المرجح أن حزب الله يخطط لعملية إنتقام نوعية، وليست على شكل قذيفة تسقط في منطقة مفتوحة
وصباح اليوم، عثرت قوات أمن العدو في منطقة نهاريا، على بقايا إحدى القذائف الصاروخية التي أطلقت مساء امس من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي. وقد طالبت إسرائيل على لسان مندوبها في الأمم المتحدة داني دانون، المنظمة الدولية بشجب إطلاق القذائف على أراضيها، الذي شدّد على أن إسرائيل لن تقبل المساس بسيادتها وبأمن مواطنيها، وأنها ستواصل حماية اراضيها ومواطنيها من أي اعتداءٍ مهما كان.
تعليقات: