مغارة اسبانية في العباسية (طارق أبو حمدان)
شكلت مغارة ميلاد السيد المسيح، مادة تنافسية بين عناصر مختلف مواقع الكتيبة الأسبانية العاملة ضمن قوات "اليونفيل" في القطاع الشرقي، بحيث أنجز أفرادها، مغاور ميلادية عدة توزعت بين مقر قيادتها، ومواقعها الرئيسية المنتشرة عند الخط الأزرق.
مغاور الميلاد، اتخذت عند الكتيبة الأسبانية، إشكالا متعدّدة لها طابع عسكري، يعكس البيئة التي تعيشها هذه العناصر في جنوب لبنان،حيث تمضي عيد الميلاد بعيدا عن وطنها وعائلاتها.
هذه المغار الميلادية توزعت في مراكز الكتيبة الحدودية، المنتشرة عند الخط الأزرق، كما في قاعدة ميغيل دي ثربانتس، مقر قيادة الكتيبة في سهل بلاط، مغاور أقيمت بكل دقة فبدت تحاكي واقعها ومحيطها، منها مجسم الخط الأزرق، وأخرى حوت آليات عسكرية وأبراج مراقبة، صنعت من مواد مُعاد تدويرها،قاربت في بعض جوانبها من الفكاهة كما حملت صور للجنود.
وفي محاولة لإضفاء جو من الحيوية، نظّمت- قيادة الكتيبة، مسابقة لاختيار افضل مغارة. وفي هذا الإطار جال قائد القطاع الشرقي الجنرال خوان خيسوس مارتين، وقائد الكتيبة الليوتنانت كولونيل انطونيو فيريرا، على مواقع الكتيبة عند الخط الأزرق، وتحديدا نقطة مراقبة العباسية والموقع المواجه لمستعمرة المطلة، حيث كانت أغان ميلادية، استبدلت العديد من عباراتها بأخرى ملائمة للأجواء الحدودية حيث يقضون مهمّتهم.
وفي مركز العبّاسية حيث قُتل عنصر اسباني العام الماضي، رفعت صورته قرب المغارة بمحاذاة البرج الذي سقط فيه شهيدا، اضافة الى القبّعة التي يرتديها عناصر الكتيبة، والتي هي من لواء المشاة الخفيف ذات المهمات الخاصة(legion) ، المعروف بـ"خطيب الموت" نظرا لشجاعته وتقدمّه الفرق في الحروب.
وتابع مارتين وفيريرو الجولة على مغاور مقر الكتيبة ، ليتبين أن كل وحدة عكست طبيعة عملها ومهمتها على المغارة، التي زينتها أيضا معايدات أطفال أسبان، يرسلونها عادة إلى جنود بلادهم، الذين يحتفلون بالعيد في مهمّات خارجية.
مختلف الفصائل والفرق الأسبانية تمثلت في المغاور، للفريق الطبي مغارة تحمل شعارات طبية، في مغارة القوة الهندسية مغارة حوت رفشا وجرافة، إلى جانبها عدد من القنابل المفكّكة،كما تجسد جانب من الخط الأزرق والشريط التقني الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، في حين اتحفت وحدة الاتصالات مغارتها بتقنية الـ3D التي لا يمكن تحسّسها إلى بواسطة نظّارات خاصة أو "تابلت"،وحدة المشاة ردت المغارة إلى منطقة عمل الكتيبة أي سهل مرجعيون، مركزة أسماء القرى المحيطة، في حين يبقى الجامع بين المغاور،غناء ،تراتيل ،عزف، موسيقي ،حلويات ومشروب العيد المسمى "الأنيس" الذي يشبه العرق.
في الختام أشارت النتائج إلى فوز مغارة مركز العباسية بالمرتبة الأولى.
تعليقات: