شمعة أضيئت قرب صورة الضحية الكسندرا مزهر - صورة مايا العشي – مرجعيون

القليعة/

لم تكُن تدري، الصبية اللبنانية اليافعة ابنة الأثنين وعشرين ربيعاً الكسندرا بيار مزهر من بلدة القليعة الجنوبية المقيمة مع ذويها في مدينة بوروس السويدية حيث ولدت وترعرعت، ونشأت محبة لعمل الخير والأعمال الإنسانية دون تفرقة أو تمييز كما يصفها الأقربون، والتي تُعنى بشؤون اللاجئين في السويد، بصفتها طبيبة ومعالجة نفسية تساعد على تأهيل القاصرين من اللاجئين من دول عدة إلى تلك البلاد الإسكندنافية، والقاطنين في تجمعٍ سكني في مدينة مولندول، أن تقضي بعمر الورود في الثامنة من صباح أمس الأثنين، بثلاث طعنات سكين، في ظهرها وخاصرتها وفي جنبها حين تهاوت، على يد لاجئ حاقد بسن الثانية العشرين من التابعية السورية، وليس كما تناقلت وسائل الإعلام بأنه قاصر، وفق معلومات لأعمامها والأقارب في بلدة القليعة، الذين وقع عليهم الخبر الأليم وقع الصاعقة، حيث ترتسم بوضوح، معالم الأسى الحزن على وجوههم وحركاتهم وسكناتهم، جراء الفاجعة التي ألمت بهم وهم ينظرون بحسرة إلى الملاك الذي انتقل إلى السماء على حد تعبير عمتها نهى.

التفاصيل المتوافرة تفيد، أن الضحية الشابة الكسندرا مزهر توجهت كالمعتاد صبيحة أمس الأثنين، من مدينة بوروس السويدية، إلى مكان عملها في مركز إيواء للاجئين القاصرين الذين تراوح اعمارهم من 14 الى 17 عاما، في مدينة مولندول غرب السويد، حيث اكتشفت وفق المعلومات لـالجمهورية أن هذا اللاجئ ليس هو بقاصر، وأن سنه يبلغ الثانية والعشرين، ومكانه ليس في هذا المجمع، وهي ضروب إحتيال يختلقها القاصرون من النازحين للإفادة من الأموال والتقديمات والإقامة. فاستشاط غيظاً ووجه إليها كلمات نابية واصفاً إياه بالـ كافرة، وطعنها بسكينٍ كانت في حوزته ثلاث طعنات في الظهر والخاصرة أصابت منها مقتلاً، وأجهز عليها بطعنة ثالثة في جنبها وهي تتهاوى على الأرض، مضرجة بدمائها وسط ذهول الحاضرين، وتبين حين القاء القبض عليه انه لاجئ من التابعية السورية. وسارع رئيس الوزراء السويدي لزيارة المركز حيث وقعت الجريمة، كما زار منزل عائلة المغدورة لتقديم واجب العزاء.

وهذه المأساة بحق الشابة مزهر، ذكرت بالجريمة التي ارتكبها لاجئون في السويد قبل شهر، بحق أستاذ لبناني من منطقة الكورة، كان يلقنهم أصول المعرفة. وهي مأساة مستمرة يدفع ثمنها اللبنانيون في الإغتراب ولا من يسأل، حيث أبدى ذوو الضحية الكسندرا مزهر عتبهم على الدولة ووزارة الخارجية التي لم تسأل عما ألمّ بهم، ولم تفدهم بأي أمر بشأن الجريمة، وها هو شقيقها شربل المقيم في منزل جدته في القليعة منذ قرابة السنة، يؤمن بعدالة الدولة السويدية التي لا بدّ أن تقتص من القاتل على جريمته النكراء.

الصحف السويدية أوردت الخبر في صفحاتها الأولى دون ذكر ملابسات الجريمة، بانتظار التحقيقات التي تجريها الشرطة السويدية، التي أفادة أن الموظفة البالغة 22 عاما من أصول لبنانية توفيت في المستشفى، مشيرة الى انه تم توقيف الفتى بتهمة القتل من دون ان تحدد هويته او جنسيته. وقال المتحدث باسم الشرطة توماس فوكسبرغ إن مثل هذه الحوادث أصبح أكثر تكرارا، ونتعامل معها منذ وصول أعداد كبيرة من اللاجئين من الخارج. وتدارك: لم تكن الحال هكذا قبل 6 اشهر. وهذا يعني اننا لن نتمكن من التدخل في شكل ناجح في مجالات اخرى.

وقد طلبت الشرطة إلى ذوي الضحية أخذ العلم بوجوب تشريح الجثة، ولن تسلم إليهم إلاّ بعد 15 يوماً وفق المقتضيات الجنائية في السويد، ويسافر بعدٍ غدٍ شقيقها شربل وعمه جورج إلى السويد للوقوف إلى جانب العائلة في محنتها، والمشاركة بدفن الشابة الضحية في تلك البلاد.

وكان والدها بيار مزهر قد هاجر إلى السويد وهو بسن السابعة عشر، ليعود فيتزوج إبنة ضيعته شيماء نقولا، ويعودان سوياً إلى السويد ليعملان ويكافخان لتأسيس عائلة سعيدة، تضم الأبنة الوحيدة البكر الضحية الكسندرا (22 عاماً)، وأشقائها الثلاثة شربل(20 عاماً)، الياس (16 عاماً)، ودانيال (10 سنوات).

شقيقها شربل الذي خص الجمهورية بحديثٍ عن هذه الفاجعة، وعماها الياس وجورج مزهر وعمتها نهى والجدة في حالة ذهول، جراء هذا المصاب الأليم، يتطلعون بحسرة إلى صورة هذه الشابة الرقيقة ذات الجمال الهادئ والآسر، يعددون خصالها ومزاياها، ويصفون باعتزاز مدى هدوئها واتزانها ومحبتها الخالصة لبلدتها القليعة، ولبلدها لبنان، وترفع علمه وتجاهر بلبنانيتها بفخر أنى حلت، وقد أوقدوا شمعة قرب صورتها، فيما صورتها وهي يافعة معلقة على الجدار بين اشقّائها الثلاثة في المنزل العائلي.

وفيما يعج منزل العائلة بالمعزين، قال عمها جورج: لم نتبلغ حتى الساعة ملابسات الحادثة، لكن ماذا ينفع وقد رحلت هذه الملاك عن وجه الدنيا.

من جانبه قال عمها الياس: وصلتنا بعض المعلومات بأن القتل كان عمداً من لاجئ حاقد، كافأها على حبها لعمل الخير.

فيما بكت عمتها نهى بحسرة على ابنة أخيها التي كانت تأتي كل صيف لتمضي أوقاتاً جميلة في ربوع ضيعتها التي أحبت، وسألت كيف يسمح لهم قلبهم بمبادلة من يقدم لهم الخير بارتكاب هذه الجريمة بحق صبية بعمر الورود هي ملاك أعادها الله إلى حضن الآب.

وقد فتحت هذه الحادثة، باب الجدل مجدّداً على مصراعيه بخصوص قضية اللجوء في الدول الأوروبية، والمعايير المعتمدة لدى حكومات هذه الدول لحضن ورعاية قنابل موقوتة لا أحد يعلم مدى أذيتها في المستقبل.

إشارة إلى أن السويد التي تعد 9,8 ملايين نسمة، إستقبلت أكثر من 160 الف طالب لجوء العام 2015، لتصبح بين الدول الأوروبية التي استقبلت أعلى عدد من المهاجرين نسبة الى عدد سكانها. وقد عمدت الى تشديد شروط استقبال اللاجئين منذ بداية السنة.

تقرير الMTV:

شقيقها شربل خص الجمهورية بحديث عن الفاجعة التي ألمت بهم صورة مايا العشي - مرجعيون

معالم الأسى والحزن على وجه العم جورج مزهر صورة مايا العشي - مرجعيون

وكذلك عمة الضحية نهى مزهر - صورة مايا العشي - مرجعيون

صورتها وهي يافعة معلقة على الحائط الى جانب صور اشقّائها الثلاثة- صورة مايا العشي - مرجعيون