مرجعيون -
الإفراط في تناول «البورما» (حلوى الكنافة البلدية) من التقاليد الموروثة في القرى الحدودية خلال ايام المرفع، وهي الفترة التي تسبق الصوم، وتمتد لأسبوعين، «اسبوع المشايخ» و«اسبوع الفقراء»، لتنتهي في يوم أحد المرفع، وهو الأحد الذي يسبق «اثنين الرماد». خلالها يُكثر المؤمنون، من تناول ما يمتنعون عنه في زمن الصوم، مثل اللحوم والحليب ومشتقاته.
والكنافة في القرى الحدودية، وخاصة المارونية منها، تجتاح المنازل كافة، إضافة إلى محال الحلويات. إنها الحلوى المفضّلة لأبناء هذه القرى، وخاصة بلدة القليعة، وهي من أبرز ما يقدّم للضيوف في هذه المناسبة.
«انها عادة قديمة»، تقول رونيت التي حضرت اكثر من عشرة كيلوغرامات من الحلوى خلال اربع ساعات، «عادة قديمة لا أعرف تاريخها، توارثها ابناء البلدة عن الأجداد».
ويجتمع على اعداد الكنافة عادة ابناء الحارة جميعاً، ويبدأ برش الكنافة العجين على الصاج، ومن ثم حشوه بالفستق والجوز والصنوبر حسب الطلب، ليشوى بعدها في الفرن، ومن ثم يزود بالقطر المجبول بماء الورد.
يدخل الطحين في عجينة الكنافة اضافة الى المياه وقليل من الزيت، يتم خلطها جيداً، ليصبح المزيج سائلاً لزجاً متجانساً. بعدها، يسكب في وعاء خاص يسمى «الجوزة» يحوي في اسفله ثقوباً صغيرة، ويرش على مسطح ساخن بطريقة دائرية، ليشكل خيوطاً من العجين تجمع على بعضها بشكل مستطيل، ليصار الى حشوها لاحقاً ولفها وشيّها في الفرن.
«يحتاج الرش الى مهنية وخبرة في العمل، لجهة طريقة سكب العجين، والا فإن الخيوط ستتحوّل نقاطاً غير متماسكة»، تقول جورجينا، الأم لخمسة أطفال يعشقون هذه الحلوى، مضيفة أن «الحشوة تتألف من جوز مكسر أو فستق حلبي وسكر، مع قليل من ماء الورد وماء الزهر، ويتم مزج المكونات بقليل من الزبدة او السمنة، وتوضع على شعيرات العجينة التي تلف بطريقة مائلة، وبعد رصف الاسطوانات في صوانٍ، يتم خبزها في الفرن مع قليل من السمنة، لتشقر ومن ثم تقطع اسطوانات صغيرة وتغمس في القطر».
«اننا نحافظ على هذه العادة»، تقول ربة المنزل الين الفحيلي، «فهي تجمع الاقارب والجيران في جلسة أنيسة يكون ضيفها اللذيذ طبق الكنافة البلدية».
انّها محطّة سنوية ينتظرها الجميع، فقد باتت جزءاً من التراث والتقاليد في القرى الحدودية.
تعليقات: