رغم شحّ الأمطار..لكن خير الأرض وفير من الأعشاب الطبيعية

المختار السابق في راشيا الفخار- في العرقوب أبو طلال، جريس خليل..عمر مع «السليقا»
المختار السابق في راشيا الفخار- في العرقوب أبو طلال، جريس خليل..عمر مع «السليقا»


أبو طلال..عمر مع «السليقا»

ابن الأرض، عاش وتربّى في حقولها وسهولها، وهو يعشقها عشقا لا يفارقه رغم انه تجاوز الـ 82 من العمر، فظهره لم ينحن إلا لأرضه التي كان ولا يزال يعتني بها، وايضا ليقطف السليقا على انواعها من الهندباء أو «العلت» والقرص عني والرشاد والزويتا والخبيزة وغيرها من الأعشاب البرية الطبيعية الخالية من أي مواد كيماوية وهي «مطابقة للمواصفات«.. وأكثر.

إنه المختار السابق في راشيا الفخار- في العرقوب أبو طلال، جريس خليل، الذي اعتاد طوال 12 عاما من «المخترة» أن يخدم أبناء بلدته، وهو اليوم ورغم تقدمه بالعمر إلا ان روح الشباب ما زال ينبض في قلبه، ويأبى أن يبتعد عن الناس وحكاياهم وهمومهم، وما قطاف السليقا عنده في مواسم الخير هذه إلا تأكيد لحبه للناس والجيران واهله واصحابه وأصدقائه، فما يقطفه يوميا من السليقا يوزعه عليهم، ولا يأكل منه إلا الهندباء النيء مع الزيتون بين الحين والآخر، فبات قطاف السليقا عنده أقرب الى الهواية ورياضة صباحية في الحقول والبراري.

يقول ابو طلال: «ما عندي اي عمل بعد هذا العمر ولا ينقصني شيء، وكل يوم صباحا انطلق في الطبيعة ومعي السلّة والسكين، وأقطف السليقا الموجودة بكثرة في هذه المنطقة، وأوزعها على أبنائي وأصحابي واصدقائي».

مشيرا الى انه خلال تجواله في الحقول يلتقي بمعارفه القدامى ليستعيدوا بعضا من الذكريات والأيام الخوالي حيث كانت هذه الأرض تعج بأهلها، «ولكن اليوم كل واحد عندو شغلو، وغالبية اهل الضيعة والمنطقة عموما بيعيشوا في الغربة أو صوب بيروت والمدن الأخرى بحثا عن لقمة العيش، لأنو الأرض ما عادت تطعمي خبز متل الأول، وبدّا الناس تعلّم أولادها بالجامعات، وهذه المنطقة يعني ما فيها لا جامعة ولا من يحزنون».

صحيح ان الأمطار قليلة هذا العام، والربيع حلّ باكرا، ولكن خير الأرض وفير من الأعشاب الطبيعية الصحية والمغذية، إلا ان من لا يعرف أنواع السليقا تلك، لا سيما الأجيال الطالعة، وكيفية قطافها وتمييزها عن الأعشاب الأخرى، يعمد لشرائها من الباعة المنتشرين على جوانب الطرق بين حاصبيا ومرجعيون وصولا الى طريق عام الخردلي-النبطية. وابو طلال الذي يعرف ذلك، يريد أن يخبر الناس انه بالإمكان التعرّف الى تلك الأنواع من السليقا، وقطافها فيه شيء من العافية نتيجة المشي في البرية، كذلك الغذاء الصحي والطبيعي في زمن بات كل شيء فيه مغشوش، وغير مطابق.

تعليقات: