الكاتبة هيفاءصّار: ذلك ما علق في ذاكرة المكان من احداث ما جرى في مجزرة الخيام
أفقت على اصوات صراخ ونحيب، بكاء ونواح، روائح مختلفة، الوان واشكال جديدة، كل شيء قد تغير امام عيني. وما هي الا لحظات حتى بدأت الافكار تسري فقلت في نفسي سأخرج بتأن وهدوء من هذا المكان، بعد ان اطمئن ان الصمت والسكون قد خيما على بيتنا وبيوت الجيران.
كنت مرعوبة، خائفة، قد غطّى الغبار ثيابي وشال الصوف الذي كان لا يزال محتضناً يدي، وشعري ووجهي ملأ حلقي...قلت في نفسي ان الطريق بين الخيام والبحر الساحلي طويل...افترشت الارض للحظات...واذا بوجه تلك المرأة العجوز الحنون، ذلك الوجه الصبوح الذي تزينه التجاعيد وتزيده روعة واشراقاً قد صُدم بما جرى. واذ بذاك الرجل الذي يبدو انه غريب عن هنا قال: لقد قتل من في المكان بعد ان خلعت ابواب جميع الدكاكين ونهبت محتوياتها لا بل تمّ تدميرها وتم تدمير الممتلكات ذات القيمة وعديمة القيمة على حد سواء.
افترشت الارض مرة اخرى للحظات بالكاد التقت انفاسي الهاربة، تأملت ما حولي ، كل شيء ما زال يتلوى ويصرخ ويعوي، تداخل كل شيء امامي، الدمار الشامل بسور الحي والاحياء، والجثث متناثرة هنا وهناك، وجوه تنزف، نساء تصرخ ورجال تستغيث وكأن الجنون قد عبث بالمكان.
تلك كانت من ذاكرة الحرب وما علق في ذاكرة المكان من احداث ما جرى في مجزرة الخيام.
مع الشكر الجويل للقيمين على موقع الخيام
* هيفاء نصّار
تعليقات: