الأشجار تزهر وتثمر خسائر.. المزارعون قلقون: أزهار وبراعم لوزيات سقطت من البرد والرياح (طارق ابو حمدان)
حاصبيا -
شهر شباط وشمسه خدع اللوزيات، دفع بأزهارها وبراعمها للتفتح باكرا وقبل الأوان. جاءنا آذار الغدار بعواصفه ورياحه وحبات برده، ليقضي على نسبة كبيرة من موسم اللوزيات التي كنا ننتظر، هذا هو لسان المزارع الحدودي، في المناطق الجبلية على ارتفاع 500 متر وما فوق، فالخسائر التي أصابت بساتين اللوزيات تراوحت بين الـ50 الى 60 في المئة، حتى الآن، وفي حال اشتدت العاصفة فان الخسائر ستكبر حتما.
«خوفنا كان من هكذا طقس عاصف، بعدما تفتحت اشجار اللوزيات، هذه الرياح والبرد والأمطار الغزيرة، اجتمعت لتضرب وبقسوة الأزهار المتفتحة، اضافة الى الثمار التي باتت في طور الاكتمال كما البراعم»، يقول المزارع ابو محمد سامر ضاهر، مشيراً الى «كميات كبيرة من الزهر تساقطت من اشجار اللوز والكرز، لتبدو اشبه بسجادة تحت الأشجار، وما نجا من زهر يمكن ان يذبل فوق الشجرة ومن الصعب ان يعقد ، كلها عوامل تصب في رفع خسائر المزارع الحدودي». ويتحدث عن دودة الصندل التي تضرب اشجار الصنوبر، عين الطاووس التي تغزو حقول الزيتون، الكساد يطال كل شيء واليوم اللوزيات، لقد تعبنا حقا ولم نعد نتحمل المزيد من الخسائر».
عادل احد العاملين في مجال تشحيل الأشجار، يرى أن «ما حصل لأشجار اللوزيات اشبه بكارثة حقا على هذا القطاع، تفتّحت معظم أشجار اللوزيات باكراً هذا العام، وكان الخوف من عاصفة تضربه قبل ان يعقد. بعض البساتين الواقعة في المناطق المنخفضة اي ما دون الـ500 متر، نجت من البرد بنسبة 70 الى 80 في المئة، لكن البساتين في المناطق المرتفعة، اصيبت باضرار فادحة حقا، تطايرت الأزهار وسقطت البراعم ارضا، لينعكس كل ذلك سلبا على الموسم، لترتفع خسائر المزارعين الذين يمرون في وضع اقتصادي حرج وصعب».
تقلبات الطقس الحادة، وتبدل المناخ السريع خلال الشهرين الماضيين، رفعا من خسائر المزارعين وجعلاها كارثية كما يقول نائب رئيس تعاونية الزراعات البعلية والشتول نهاد ابو حمدان، لقد ذهب الموسم الذي ينتظره المزارع الحدودي عاما بعد عام، وخسائره الى ارتفاع، الحراثة والتقليم ورش المبيدات كلها مكلفة واسعارها لا تطاق، وان نسبة كبيرة منها ديون على المزارعين لدى تجار الأدوية، لقد ناشدنا منذ فترة الجهات المعنية الكشف والتعويض على خسائر المزارعين المتراكمة على مدار السنوات الخمس الماضية لكن احدا لم يكترث، لذا فان المزارعين يُجمعون على أن «لا تعويض عن الخسائر الزراعية من الدولة»، مستشهدين بالسنوات الماضية فلا تعويضات للمزارعين عن غضب الطبيعة ولا حتى عن حرب تموز.
تعليقات: