بالرغم من بعدي عن الخيام آلاف الأميال، إلا أني ملتصقة بها عقلاً وروحاً، أصغي جيداً لكل ما يقال عن أخبار أهلها، أُعجب بمن يقدم الخدمات لهم أمثال المهندس محمد عبدالله والأستاذ حسين كلش... وأقرأ بتمعن كل ما يُكتب عنها، إلى أن جاءت ولادة موقع خيام دوت كوم، فكانت فرحتي لا توصف بمولودنا الخيامي، من خلاله شعرت بالفخر والسعادة وان شيئاً كان ينقصنا، هبط علينا من السماء، وأنه أشبه بحبل الخلاص الذي يربط الأم
بجنينها...
كل ما يحفظ أرض الخيام وسلامة أهلها يُشعرني بالطمأنينة والأمان... وأي خطرٍ يطالها يطالني ويطال كامل أبنائها، المقيمين والمغتربين على السواء!
الأنشطة التي أقيمت في البلدة أثبتت حضاريتنا، وعلى رأسها حفل تكريم الطلاب الناجحين وغير ذلك من الأنشطة.
كل الجهات الدولية والعربية التي قدمت المساعدة للخيام لن ننساها، لن ننسى ما قدمته قطر، لن ننسى مئات الهيئات والجمعيات التي أتت بعد الحرب إلى البلدية وإلى مؤسسة عامل لتقديم العون والمؤازرة للخيام، لن ننساها أبداً.
هذه المساعدات لم تأت لوحدها، إنما نتيجة علاقات رئيس البلدية ونائبه، صاحب اليد البيضاء، والدكتور مهنا وغيرهم... علماً أن أياً من هذه المساعدات لم تطالني لأنه لا منزل لي في الخيام حتى الآن ولم أزر الخيام
منذ أكثر من ست سنوات، فإذا كان إخوانك وأهلك بخير فأنت بخير!
وكل هذه المساعدات مجتمعة لا تساوي شيئاً مما قدمته الخيام دفاعاً عن الكرامة الإنسانية وعن كرامة العرب والمسلمين وعزتهم!
سوء توزيع الإعاشات:
بعد الحرب كنت أنزعج كثيراً عند سماع الأخبار عن كيفية نوزيع الأعاشات على الأهالي، و كيفية نوزيع الخزّانات والحرامات وغيرها... لقد أيقنت من خلال هذه الأخبار أن المصلحة الفردية والعائلية والمصالح الخاصة ما تزال تطغي على المصلحة العامة.
كان على من يريد أن يصله حقه أن يضع كرامته وعزة نفسه جانباً ويدافش أو يرفع الصوت ليحصل على وحدة غذائية أو إعاشة، بعد أن استنفذت الناس الكثير من مدخراتها أيام التهجير. أما من شاء الحفاظ على كرامته كان عليه أن يتكابر على الإعاشات، قيحرم عائلته منها، ليتصرف بها الحزبيون (أغنياء الحرب)على أهوائهم ووفق مزاجيتهم، وكم من السيارات كانت تغادر البلدة ليلاً محملة وبوقاحة بكراتين الإعاشات لتباع بعيداً بنصف قيمتها وربماأقل من ذلك؟ وكم من المستودعات كانت تفتح ليلاً لتحمل بالبيكآبات وتغادر إلى جهات مجهولة؟ دون رقابة!
أنا على ثقة أنه كان بالإمكان أن تدار الأمور أفضل من ذلك، فقد وقعت أخطاء كثيرة كان يمكن تلافيها، لقد كان التقصير وسؤ التنظيم واضحاً، دفع ثمنه الأهالي وطال سمعة الجهات المعنية (بما فيها الحزبية) دون أن يأبه لذلك المستفيدون (وإن كانوا من الحزبيين).
إنشغالات الناس كانت أكبر من ذلك، بترميم وإعادة بناء بيوتها المهدمة...
كل التركيز كان موجهاً في هذا الإتجاه!
في أحد خطبه طمأن سماحة الأمين العام كافة اللبنانيين أنه سيجري تعويض ما خسروه في الحرب، في الوقت الذي كان غالبية الناس يرددون وبكل صدق أن أملاكهم فدا السيد وفدا المقاومة.
قامت اللجان بإجراء الكشوفات لتقديم التعويضات، عاد الحزبيون (أغنياء الحرب) إلى لعب أدوارهم. ولكي يستفيدوا كان لا بد من تغييب العدالة عن عمليةالتعويضات. وهذا ما حدث وظهر من خلال كلام الناس عن العشوائية في التعويضات وهنا لا يجب السكوت عما يحصل بل يجب وضع النقاط على الحروف، لأن السكوت يخدم فقط مصالح أغنياء الحرب:
منذ أشهر سمعت من خياميين في البرازيل أن أحد الخياميين يدعى XXXXXX، لا يملك منزلاً في الخيام وبالتالي لا عفش لديه قد تفاجأ عندما أدرج إسمه في لوائح التعويضات (وإسم الوالدة ورقم السجل صحيحين) في نفس الوقت كان الكثيرون يئنون من عدم التعويض عليهم، هل يجوز ذلك؟
الكثير من الناس أعطوا تعويضات مالية بدل أثاث ومن ثم سحبت منهم بحجة أن أسماءهم أدرجت بالخطأ (إلى أين ذهبت الأموال التي سحبت؟ ولماذا كان الخطأ ومن المسؤول عنه؟)
السيد XXXXXX، مقيم في الكويت، كان يملك بيتاً قديماً ومتصدعاً غير صالح للسكن (كان يؤجره للعمال السوريين) وشقيقته XXXXX لا تملك شيئاً، هما محظوظان لأن لديهما قريب حزبي (يعرف كيف يأكل ويُطعم)
إستطاع تسجيل وجود أثاث لهما وأدرج إسمهما في لوائح التعويضات. هناك العشرات من القصص الأخرى والأسماء والمخالفات كثيرة وهذه كلها على حساب أصحاب الحقوق الفعليين وعلى حساب سمعة الحزب وسمعة الصف الأول فيه.
أبهذه الطريقة ينفذون تعليمات ومشيئة الأمين العام؟
يردد الكثيرون أنه بعد الحرب صارت قوة الحزب أكبر ومدى نيرانه أبعد لكن ليس صحيحاً أن شعبيته صارت أكبر فقد خسر الحزب الكثير من التعاطف معه، تعاطفي وتعاطق الآلاف مثلي وأقولها بصدق (الإنتخابات القادمة ستبين ذلك) والفضل في ذلك لممارسات بعض عناصره (أغنياء الحرب) التي تتم دون دون ضوابط أو رقابة داخلية.
أرجو من القيمين على الموقع نشر رسالتي هذه كاملة دون أي حذف، أو عدم نشرها على الإطلاق.
هدفي ليس الشهير بأحد، إنما كشف الشوائب وإبعاد الطفيليين الذين يتلاعبون بمصالح الناس، وإلا فإن الحزبيون سيستمرون بأكل الحصرم على حساب الخياميين.
الحرب الأخيرة لن تكون آخر حرب، والضعضعة الداخلية لمصلحة العدو...
عدم توزيع التعويضات بشكل عادل ليست لمصلحة أغنياء الحرب فقط بل تخدم أيضاً مصلحة العدو لأنها نجحت بخلق تصدع في الداخل.
حمى الله المقاومة وسيدها وليكن بعون أهلنا المغلوب على أمرهم
------------------------
موقع خيامكم يعتذر من صاحبة المقالة على حذف بعض الأسماء المذكورة فيها.
تعليقات: