محمد العبدالله البدوي الذي لم يتأقلم مع جدران المدينة

رضا القاعوري: محمد العبدالله.. البدوي الذي لم يتأقلم مع جدران المدينة ولم يغادر الريّف قلبه وبقي حنيناً دائما يعيش بين جنباته
رضا القاعوري: محمد العبدالله.. البدوي الذي لم يتأقلم مع جدران المدينة ولم يغادر الريّف قلبه وبقي حنيناً دائما يعيش بين جنباته


حضارة الخيام ترتدي السواد.. الشاعر محمد العبدالله مات!

من يجرؤ على حفر قبر القصيدة وهي الممسكة بتلابيب ثيابك؟؟

من يجرؤ؟؟

الضباب الذي رأيتُه منذ فجرهذا اليوم يغطى سماء بيروت ويغطي قلبي بل كل لبنان هو نُثار دماء قصيدتك على جدران شوارع بيروت وجدران بيوت القرى والخيام بلدتكَ التي أحببتَ ووزَّعتَ حضارتها في أرجاء لبنان تارة بأغنية غنّاها مارسيل خليفة أو أميمة خليل أو أحمد قعبور وطوراً بمقابلة صحافية وأحيانا في المنتديات والمقاهي الأدبية

وماذا عن قلبي وما يحمله من ذكريات منذ أيام الطفولة وأيام المدرسة وذكريات "دار المعلمين والمعلمات" في أوائل الستينات في بيروت

وكيف لا أذكرُ يوم كنتَ تُلقي قصيدتكَ في الجامعة اللبنانية بحضور الشاعر الكبير أدونيس وقد تعطل المذياع وكنتَ فتى يافعا وسيما جميلا ذكياً رائعاً بسخريتكَ فقذفت بالمذياع بعيداً وأكملت قصيدتك بصوتك الجهوري وسط عاصفة من تصفيق طلاب الجامعة وخصوصاً الطالبات

ماذا عن قلبي يا محمد وأنا ابن السبعين الآن وأنتَ تصغرني بسنة؟؟

سبقتنا في الشعر فكنت فيلسوفنا وكنا ننهلُ من معينكَ حين كان يستبدُّ بنا عطش الكتابة

رحلتَ قبلنا وظللتَ البدوي الذي لم يتأقلم مع جدران المدينة ولم يغادر الريّف قلبكَ وبقي حنيناً دائما يعيش بين جنباتك وتتغذَى عليه قصيدتكَ الساخرة أبدا من ظلال الحياة

انتظرنا.. قريباً نأتي إليك!

*** *** ***

إلى الشاعر الكبير حسن عبدالله، شاعر "الدردارة" وأجمل الأمهات:

صديقكَ ورفيقكَ وحبيبكَ الشاعر محمد العبدالله رحل تاركاً لكَ همَّ القصيدة وغيابَه الحاضر

أعانكَ الله على حمْل الثَّقَليْن

فأنتَ إمامُنا وإمامُ الشعر منذ كنا أطفالاً

كنا ندورُ حولكَ وأنت القمر

نستلهم من موهبتكَ المبكّرة ليس الشّعر فقط بل البراءة وسعة القلب الكبير وحب الناس جميعاً

علّمتنا ما لم نتعلمْه في المدرسة وحتى ما لم تُعلمْه لنا الحياة

من يومها أحببناكَ كما أحببْتنا وما زلنا نتلمس خطواتك منذ أكثر من 60 عاما

تعازيَّ الحارة يا صديق العمر برحيل صديقنا محمد

تعازيَّ يا أكبرنا وأجملنا

وأطال الله في عمركَ ووهبك الصحة والعافية وأبقاكَ لنا قمراً نهتدي به في حياتنا الضالة!

محمد العبدالله.. ماذا عن قلبي وما يحمله من ذكريات منذ أيام الطفولة وأيام المدرسة وذكريات دار المعلمين والمعلمات في أوائل الستينات في بيرو
محمد العبدالله.. ماذا عن قلبي وما يحمله من ذكريات منذ أيام الطفولة وأيام المدرسة وذكريات دار المعلمين والمعلمات في أوائل الستينات في بيرو


الشاعر الكبير حسن عبدالله،  شاعر الدردارة وأجمل الأمهات
الشاعر الكبير حسن عبدالله، شاعر الدردارة وأجمل الأمهات


مؤلفات الكاتب والشاعر رضا القاعوري
مؤلفات الكاتب والشاعر رضا القاعوري


تعليقات: