محمد العبدلله في عيونهم

الشاعر حسن م عبدالله متوسطاً الشاعر محمد العبدالله وشقيقه الدكتور مصطفى
الشاعر حسن م عبدالله متوسطاً الشاعر محمد العبدالله وشقيقه الدكتور مصطفى


‎أسرتنا شجاعة الراحل الشاعر الكبير محمد العبدلله في الموقف الشعري والاداء الجنوبي، فبقدر المعاناة لروح الضعف العربي والخذلان، كان الشاعر محمد العبدلله يرفعنا بشعره الى الاعلى ويطهرنا من مشاعر الهوان.

هذا الشاعر العَلَم، الذي اجتمعت في شعره جمالات المدرسة الجنوبية في الشعرية: اناقةً وترفاً، وزهواً، وامتلاكاً للغة والصورة الشعرية، وخيالاً محلقاً باذخاً، وقدرة على التكيف والتجسيد، وشحناً للكلمات بعواصف من المشاعر والاحاسيس.

انفرد الكاتب محمد علي شمس الدين ان يكتب في جريدة الحياة وتحت عنوان محمدالعبدلله شاعر الحياة بالصوت المجروح فيقول عن رحيل الشاعر الكبير ما يلي: "يرحل الشاعر اللبناني محمد العبدلله عن سبعين سنة، يموت شعاع جنوبي جميل من أشعة الشعر العربي الحديث، تلك الشعلة - الشجرة التي بدأ ضوؤها يسطع في سبعينات القرن الفائت، وكانت جنوبية، أي من الجنوب اللبناني. محمد العبدلله من بلدة الخيام على الحد مع فلسطين المحتلة. ولكن نشأته في بيروت، وتفتحه في كلية التربية آنذاك، ومزاجه الخاص، كل ذلك أعطى شخصه وشعره، تلك السمة الوجودية الحية.

ويتابع شمس الدين بالقول:" فالعبدالله شاعر حسي لاول وهلة ولكنه لا يكتفي بالظواهر ويصفها كما يفعل امام المذهب الظاهري في الشعر العربي الحديث نزار قباني. محمد العبالله، وهو ينخرط في ظواهر الحياة، حتى يوهمك انه يكتفي بوصفها، او بالانغماس فيها، تجده فجأة بحركة غير منتظرة، ينقلك الى دواخل الاشياء، الى محركاتها او مسبباتها. ينفذ الى اللب الحساس المؤلم للحياة، ينزع القشرة عنها بسرعة ويضعها وجهاً لوجه امام ناصية الحيرة او ناصية السؤال ويكشف عن المفارقة"عشرة سنتيمترات لكي تصل الى القلبولكن كيف ستصل وانت تقطع الآف الكيلومترات بالاتجاه المعاكس؟" "من مجموعة "حال الحور".

هذا القطب البارز في شخصية الرجل لا خلاف على تميزه واسبقيته في الشعر على سائر الاصقاع العربية. فأرض الكنانة وهبتنا: احمد شوقي وحافظ ابراهيم وطه

حسين وكثيرين غيرهم، ولبنان والخيام حلّقا مع شعراء من امثال الراحل الكبير محمدالعبدلله.

* هيفاء نصّار

تعليقات: