لم تصل الحماسة الإنتخابية في محافظة االنبطية الى ذروتها نتيجة التوافق على تقاسم البلديات بين "الثنائية الشيعية" تماماً كما حصل عام 2010. وتنشط الماكينات الإنتخابية عند الطرفين على بلورة الصورة النهائية لمرشحيها في كل بلدة في المحافظة وسط "تنافس شديد" بين أبناء الصف الواحد في ظل غياب أي مبادرة لشخصيات شبابية أو جهات مدنية او حزبية من خارج التحالف نحو اعلان الترشح حتى اللحظة، بإستثناء بعض القرى التي لا تزال تشكل فيها "الحيثية اليسارية" منطلقاً للمنافسة مثال كفررمان ودير الزهراني وزوطر الشرقية، مع العلم أن إعلان لوائح الثنائي يسهم ببلورة المشهد الإنتخابي اكثر استناداً الى الحسابات العائلية. فما هي أجواء بعض القرى التي تعدّ شبه محسومة لـ"تحالف الحديد" بناءً على نتائج العام 2010؟
زبدين
تعدّ زبدين من البلديات الصغيرة حيث لا يتجاوز عدد الناخبين فيها عن الـ 1921 كما أن العدد الأكبر منهم يسكن في بيروت ويتردد الى البلدة صيفاً مع العلم أن الخريطة العائلية في البلدة تظهر أن أعداد آل قبيسي تتجاوز نصف أعداد الناخبين مما يعطي أرجحية دائمة لمصلحة أن يكون رئيس البلدية من هذه العائلة مع العلم أن مجلسها البلدي البالغ عدده 12 عضواً سيكون رئيسه و 7 أعضاء من المحسوبين على "أمل" بينما يحصد "حزب الله" نائب الرئيس و5 أعضاء.
لا يرى الأهالي أن في البلدة بوادر معركة "انتخابية حامية" في ظل "مونة النائب هاني قبيسي على أغلب أبناء البلدة التي يتحدر منها والتي لم يبخل عليها بإنماء أو خدمات وكانت له اليد الطولى بتشكيل المجلس البلدي . وتم تجميل مداخل البلدة وبناء قصر بلدي ومكننة العمل فيه وإنجاز مشروع الصرف الصحي لكل البلدة فضلاً عن تحقيق التوأمة مع سردينيا(إيطاليا) مما أتاح إطلاق مشروع الفرز من المصدر الذي سيستكمل بمرحلة لاحقة بمشروع إنتاج الطاقة من النفايات".
إلا أن الغرف المغلقة في البلدة لا تخلو من بعض الإنتقادات على اداء رئيس البلدية محمد قبيسي الذي يلاحظ حضوره الدائم والوازن على مستوى البلدة فضلا عن تناغمه مع اعضاء المجلس البلدي طوال السنوات الماضية. فهل يتكرر مشهد التزكية كما حصل عام 2010 لاستمرار وتيرة العمل بالوجهة ذاتها ام سيحمل العام 2016 تشكيلة جديدة جديد لم تختبر قدراتها بعد سلباً او ايجاباً؟
يحمر
إستحدثت بلدية يحمر في دورة العام 2004 رغم مساحتها الجغرافية الكبيرة لا تزال من البلديات الصغيرة إذ لا تتجاوز موازنتها الـ 200 مليون ليرة سنوياً كذلك مجلسها المؤلف من 12 عضو يتقاسمه "حزب الله" بـ7 أعضاء من ضمنهم الرئيس مع 5 اعضاء ونائب الرئيس لمصلحة "أمل".
يرى البعض من الأهالي في البلدة أن"ما أنجزته البلدية يفوق التوقعات مقارنة بموازنتها الصغيرة ولا تزال تمتاز تمتاز بطابع القرية الجنوبية التي تزرع الدخان والصعتر ويعيش اهلها وسط الأزقة الضيقة ".
وتفيد مصادر في البلدة أن"طرفي الساحة لم يخرجا بعد من جعبتهما أي أسماء بل تقتصر جولاتهما على الأهالي لسماع أرائهم في إنتظار أن يتم تدوال سلة من الأسماء من الطرفين بحيث يكون لكل عائلة مرشح واحد ام من حصة "أمل" أو حصة "حزب الله" بما يتيح تمثيل الجميع".
وعلمت "النهار" ان "الرئيس الحالي قاسم عليق الذي تولى الرئاسة دورتين متتاليتين لا نية لديه بالترشح مجدداً لدورة ثالثة مما قد يفتح المجال في حال إستمراره بقراره لإختيار شخصية جديدة على قاعدة الرغبة بمتابعة العمل البلدي والإنمائي بالروحية ذاتها". فهل يكون المجلس البلدي الجديد ورئيسه "خير خلف لخير سلف" أمام تحديات ضعف الموازنة المالية وكثرة المتطلبات؟
ارنون
لم تحمل الإنتخابات البلدية في العام 2010 "التزكية" الى بلدة أرنون بل المعركة الإنتخابية تحت عنوان" توازن العائلات" لكن النتيجة كانت لمصلحة التحالف الذي اعطى لـ"أمل" رئاسة البلدية ونائب الرئيس لـ "حزب الله".
ورغم الإتفاق على المضمون ذاته للعام 2016 أفادت مصادر متابعة للملف أن"النقاش بدأ حول الأسماء من حصة "أمل" غير أن أكثر من شخصية أبدت رغبتها بان تكون الرئيس المقبل للمجلس البلدي وبالتالي تنتظر اللائحة القرار الحركي لتحديد ما إذا كانت الحسابات العائلية قد تفتح الباب لمعركة انتخابية في البلدة".
النبطية الفوقا
النبطية الفوقا من البلدات التي لم تشهد إنتخابات في العام 2010 بل تم إختيار مجلسها البلدي المؤلف من 15 عضواً بناءً على بيان إنتخابي ضم 7 بنود مع العلم أن رئيس البلدية و8 أعضاء من حصة "حزب الله" ونائب الرئيس مع 7 أعضاء من حصة "أمل".
وتفيد مصادر في البلدة أن"الحديث بالاسماء لا يزال مبكراً لكن الاهالي لمسوا عملاً على الأرض لجهة حل أزمة المياه عبر إستحداث الابار وتوسيع وتعبيد الطرق فضلاً عن أنجاز مشروع الصرف الصحي لكن البلدية لم تنجز القصر البلدي واستكمال تأهيل ملعب كرة القدم الذي عرضته في برنامجها الانتخابي". وبما أن عائلة غندور تعدّ من اكبر عائلات البلدة، فهل يتكرر سيناريو إختيار الرئيس ونائبه منها تسهيلاً للتزكية أم ماذا؟
صحيح أن تقييم المجالس البلدية العام 2010 أفضى الى اقتناعات لدى قطبي الساحة الجنوبية بضرورة ان تكون المجالس نتاج الاهالي لا العكس. كان لافتاً هنا حديث المسؤول عن العمل البلدي لـ "أمل" في أقليم الجنوب محمد عواضة لـ"النهار" ان" خيار الحركة بأن يكون القرار العائلي المنطلق بإختيار الانسب كي لا يكون التوافق السياسي اسقاطي وبالتالي نحن سنستمع للعائلات وما تريده قبل ان نبادر ونعلن لوائحنا".
هل سيكون صدر الثنائية رحباً لإستيعاب الجميع أم ستكون التعقيدات أكبر من الرغبة؟
تعليقات: