أعادت بلدية كفرتبنيت لغابة الصنوبر النادرة فيها، جزءاً من رونقها الطبيعي، بعدما فقدته إبّان رزوحها تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من عقدين من الزمن، كانت كافية للقضاء على أكثر من نصف أشجارها، جرّاء تعرّضها للقصف والحرق والتحطيب والتفحيم على أيدي عناصر الاحتلال وعملائه.
ولم تتأخّر البلدية كثيراً عن قيامها بمبادرة جماليّة وبيئيّة نحو الغابة، فكان أن أنشأت حديقة عامة في القسم الشرقي منها، أطلقت عليها اسم «حديقة بوابة التحرير»، لوقوعها على خط التماس بين ما كان يعرف بالشريط الحدودي المحتل والأراضي المحرّرة، وعلى بعد عشرات الأمتار من معبر كفرتبنيت الذي كان يفصل بين المنطقتين.
منذ سنوات عديدة، باتت الحديقة متنفّساً لأهالي البلدة والعابرين على طريق عام مرجعيون ـ النبطية، للتنزّه والترويح عن أنفسهم والتمتّع بالطبيعة الساحرة، والتفيّؤ في ظلال أشجارها الوارفة. وقد زرع جزء منها بالورود وجُهّزت بالمقاعد والطُرق الخرسانيّة، وزوّدت بشبكتي المياه والكهرباء والمرافق الصحيّة، كما أُنشئت فيها كافيتيريا لتلبية طلبات الزائرين، وذلك بإشراف موظّف من أبناء البلدة يسهر على رعايتها ونظافتها بشكل يومي.
وكانت غابة كفرتبنيت قد زُرعت في بداية الستينيات برعاية رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي الذي حضر شخصيّاً بطائرة مروحيّة إلى أرضها، يرافقه وزير الداخلية بيار الجميل ووزير الزراعة محمد صفي الدين، وزرع أول غرسة فيها، إيذاناً بالبدء بزراعتها.
وشارك في زراعة الغابة مئات الطلاب والكشافة من أبناء البلدة والمنطقة، بحسب حسن شرف الدين الذي أشرف على العناية بها، بعد تعيينه بأمر من رئيس مصلحة الزراعة في الجنوب آنذاك المهندس عدنان الزين.
بعد نقل شرف الدين إلى وزارة الأشغال العامة في وقت لاحق، عُهد برعاية الغابة للمواطن نعيم درويش برّو، الذي استمر ناطوراً عليها حتى بداية الحرب في المنطقة بعيد منتصف السبعينيات، قبل أن تتحوّل إلى خط للتماس بين الأراضي المحتلة والمحررة في المنطقة، وتترك لمواجهة مصيرها ثلاثاً وعشرين سنة بالتمام والكمال، قبل استعادتها لجزء من رونقها الأخضر الجميل بفضل مبادرة البلدية التي أحيتها من جديد، وقبلها بفضل تحريرها على أيدي المقاومة، حيث أطلقت بلدية كفرتبنيت عليها اسم «حديقة بوابة التحرير»، عربون وفاء وتقدير لجهود وتضحيات المقاومين.
تعليقات: