وكيل داخلية الحزب التقدمي الأشتراكي شفيق علوان: التوافق هو المطلوب في هذه المرحلة، ومن غير المسموح التناحر

تتسارع وتتكثف اللقاءات الجامعة في قرى حاصبيا والعرقوب كمؤشر على حماوة الاستحقاق الانتخابي البلدي المتصاعد. هنا وضع التنافس العائلي والحزبي على نار حامية بعدما جهزت معدات ووسائل الحملات والتوجهات والتكتيكات الأنتخابية التي تبدو محكومة بالتوافق الجنبلاطي ـ الأرسلاني في قرى حاصبيا، ورغبة تيار المستقبل تجنب معارك بدت حامية الوطيس في قرى العرقوب، خاصة في شبعا وكفرشوبا.

يتجاوز عدد الناخبين في حاصبيا والعرقوب الـ 46 ألفاً في 16 بلدية تحكمها عصبية عائلية في الأستحقاق البلدي الذي دونه مناورات وأموال وتحالفات وعصبيات. وتتلاقى العائلية مع توجهات سياسية وحزبية تدفع باتجاه احتدام التنافس البلدي المزمن، والمعتاد في هذه المنطقة.

التوجهات الجنبلاطية ـ الأرسلانية واضحة البصمات في قرى حاصبيا الدرزية. يبدو أن التوافق هو المطلوب في هذه المرحلة، ومن غير المسموح التناحر، حيث الدعوة الى تشاركية عائلية وحزبية في رسم الفسيفساء البلدي، كما يشدد وكيل داخلية الحزب التقدمي الأشتراكي شفيق علوان. يؤكد علوان على إصرار الحزب التقدمي، وبناء لتوجيهات تيمور وليد جنبلاط، الذي يشرف على ملف البلديات في الحزب، على مجالس بلدية وفاقية تتمثل بها مكونات المجتمع الحاصباني كافة.

ويؤكد البروفسور وسام شروف، الأمين العام المساعد في الحزب الديموقراطي اللبناني على التوجهات التوافقية مع الحزب التقدمي بـ «حيث نعمل بكل جدية لتنفيذها ونحن سنصل حتما الى نهاية سعيدة لهذا الأستحقاق، بعيدا عن اي خضات او تجاذبات غير مقبولة في هذه المناطق الحدودية».

من جهته، يؤيد المكلف بإدارة الحملة الأنتخابية في الحزب السوري القومي الأجتماعي حسين ابو دهن، المساعي الوفاقية، رافضا اللوائح المعلبة التي تهبط من الخارج، كما قال، «فالعائلات هي الأولى في اختيار افضل ما لديها تحت غطاء حزبي». ويشير الى أن للوفاق حظوظا في هذا الأستحقاق، مستبعدا التزكية التي تبدو بعيدة المنال، خاصة ان هناك فئات من المستقلين يسعون لتشكيل لوائح خاصة بهم. في حين يعتبر الدكتور أمين شميس الحمرا ان توجه النائب انور الخليل واضح المعالم في هذا الأستحقاق «إذ يتوجه نحو التوافق الإيجابي الذي يراعي الكفاءات وعدم تكرار تجارب سابقة عبر فرض مرشحين، مع احترام قرار العائلات في اختيار مرشحيها».

وما ينطبق على مركز قضاء حاصبيا من توجهات وفاقية، تلحظه القرى الدرزية الأخرى التي شكلت لجاناً عائلية وحزبية، وبدأت «جوجلة» في كل اتجاه للوصول الى مجالس بلدية جامعة، وان كان دون ذلك صعوبات ومطبات بعض القرى الدرزية الى معارك قاسية كما في بلدة الماري.

شبعا وكفرشوبا

وتبدو في قرى العرقوب ملامح منافسة محتدمة في مختلف القرى خاصة في عاصمته شبعا. فالمعركة مطبوعة بالعائلية بامتياز في ظل تراجع المساعي الوفاقية التي يصر عليها النائب قاسم هاشم، ابن البلدة، بالتعاون مع مفتي حاصبيا ـ مرجعيون الشيخ حسن دلي. الصورة تتكشف عن اربع لوائح متنافسة، يتزعم اولاها رئيس البلدية الحالي محمد صعب، وثانيها برئاسة نائب رئيس البلدية صافي نصيف، احد كوادر الجماعة الأسلامية، وثالثها لائحة بتوجه من المهندس محمد فرحات، كما هناك نواة لائحة يقودها العميد المتقاعد عدنان الخطيب. وفي ظل غياب سياسة «اليد الممدودة والتوافق في شبعا»، تستعد هذه البلدة الحدودية لخوض معركة شرسة، موزعة فيها القوى الناخبة في كل اتجاه بحيث يمكن ان يكون للعامل الاغترابي اليد الطولى في حسم نتائجها، ان صدق هذا التوجه، والذي يقضي باستقدام مئات الناخبين المهاجرين من دول الخليج، كما جرت العادة في استحقاقات سابقة.

بعد شبعا، تتجه الانظار الى بلدة كفرشوبا المجاورة، التي تنتظر معركة حامية بين لائحة يترأسها رئيس البلدية الحالي الدكتور قاسم القادري، وبين لائحة منافسة برئاسة عزات القادري.

الأمين العام المساعد في الحزب الديموقراطي اللبناني البروفسور وسام شروف: نعمل بكل جدية لتنفيذ التوافقية مع الحزب التقدمي