خلال استقبال المخطوفين (طارق أبو حمدان)
نجت المنطقة الحدودية وتحديداً على محور حاصبيا ـ العرقوب، من خضة أمنية لم يكن لأي جهة مصلحة فيها. فقد نجحت المساعي والاتصالات بنزع فتيل أزمة اختطاف ثلاثة سوريين هم: مرهف سليمان أبو مرة، باسم يوسف كبول، وعبدالله فارس مسعود، من بلدة عرنة. وكان هؤلاء قد خُطفوا في كمين لـ «الجيش السوري الحر» في الجانب اللبناني لجبل الشيخ. وكرد على هذه العملية قامت مجموعة مسلحة بخطف خالد أحمد كمال وولده وهما سوريان من بلدة بيت جن، وقد جرت العملية في الكفير القريبة من حاصبيا.
وكانت الاتصالات جرت بمشاركة وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والأمير طلال إرسلان، إضافة إلى النائب قاسم هاشم، مفتي حاصبيا ـ ومرجعيون القاضي حسن دلة، ومرجعيات دينية وسياسية في حاصبيا والعرقوب. وركزت الاتصالات على السعي لدى «الجيش الحر» للإفراج عن المخطوفين الثلاثة عبر إرسال وسيطين من النازحين السوريين الموجودين في شبعا، وهما خير البدوي وعبد الناصر كمال من بلدة بيت جن، وقد توجه الأخيران عبر مرتفعات جبل الشيخ إلى بلدة بيت جن حيث أمضيا نحو 20 ساعة في مفاوضات خاضوا خلالها مفاوضات معقدة وقاسية مع قادة من «الحر» حاولوا رفع سقف مطالبهم فاشترطوا الإفراج عن عناصر من «الجيش الحر» معتقلين لدى النظام السوري. إثر ذلك أبلغ الوسيطان الجهات اللبنانية وخصوصاً مخابرات الجيش بهذا الطلب، إلا أن الرد كان برفض تلبية أي مطلب للخاطفين باعتبار أن عملية الخطف وقعت في الجانب اللبناني من مرتفعات جبل الشيخ، لذلك كان المطلوب إطلاق سراح المخطوفين وإعادتهم إلى النقطة التي خُطفوا فيها من دون قيد أو شرط.
وفيما كانت المفاوضات جارية في الجانب السوري لتحرير المخطوفين الثلاثة، أقدم مسلحون مجهولون على خطف السوريين خالد وولده وهذان يعملان كرعاة ماشية في بلدة الكفير، في خطوة جاءت كرد فعل على خطف الثلاثة. وقد أدت هذه العملية إلى رفع حدة التوتر في المنطقة، ما دفع مكتب مخابرات الجيش اللبناني في حاصبيا إلى التحرك بسرعة فتمكنت إحدى دورياته من تحديد مكان المخطوفين وتحريرهما خلال ثلاث ساعات تقريباً، ليسرّع ذلك في إطلاق مخطوفي عرنة الذين تم نقلهم إلى الجهات اللبنانية المعنية والتي تسلمتهم في الجانب الغربي لجبل الشيخ.
وفي المواقف أشاد النائب قاسم هاشم بالجهود التي بُذلت مع مختلف الأطراف في حاصبيا والعرقوب، على كل المستويات وبلغت بهذه الحادثة الخطيرة والمستنكرة إلى خاتمة سعيدة. وقال «إننا نهيب بالجميع الاستمرار بوحدة الموقف والتضامن، التي كانت ولا تزال سمة أبناء هذه المنطقة، لتعبر وبصدق عن العيش الواحد الذي حفظها طيلة فترة الأحداث»، مشدداً على أن «أي خضات لا مصلحة لأحد فيها سوى العدو الصهيوني والجهات التكفيرية».
تعليقات: