أحمد حسن الباشا في صورة مع الرئيس أميل لحّود - أرشيف
بود وحماس ننتظر القادمين الى الخيام من بيروت ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تقلهم الينا تكسيات المرسيدس ال 180 وال190 المريحة اهلا وجيران مقيمين في العاصمة ينزلون بتاني من داخل السيارات بثيابهم الانيقة نتراكض نحن الصغار للمساعدة في حمل الشنط والامتعة تنشينا رائحة عطرهم وتسحر عيوننا روعة ملابسهم.
اجواء بيروت كانت تعبق في كل حارات البلدة مع بدايات عطلة الصيف نسرح بهم بدروب الضيعة الى كروم التين وبساتين الخضار وجودهم لنا لحظة جميل للتعرف على جديد بيروت وجمالها الذي كان طوال الشتاء لا يصلنا الا عبر شاشات التلفزيون المعدودة في البلدة.
كانت فرصتنا الجميلة للتعرف والتواصل مع جديد الغالم والموضة من تصفيفة الشعر الى بنطلون الشرلستون الى الى الفساتين بالوانها الزاهية والقبعات البحرية والتنانير القصيرة وقصة الشعر الشبابية وتزبيط سالف الفس برسلي الى بعض من مقاطع الاغاني الفرنسية لخوليو وتصحيح اللفظ بالفرنسية من قبلهم المشبعة بالنكهة الخيامية المضحة ولا يخلو الامر من ادخال بعض الاطعمة الجديدة في يومياتنا كا الكتشب والمايونيز مع البطاطا المقلية عطور الباكورابان والشانيل بعد أن مللنا من روائح البيانتر والاولد سبايس تفوح اجسادهم برائحة صابون الكمي وصغارهم بعطر صابون اللاكي بوي المميزة ونجن المعتادون على عطر صابون وبرش حياة.
هذه بيروت لنا غاوية مرحة نتشوق لزيارتها والتعرف على اجوائها والتصور في ساحة البرج الشهيرة عند ساعتها التي توقفت غقاربها ودارت على زمان الحرب وويلاته وبدل السيارات المحملة بالمصطافين بدات تصل محملة بالمهجرين وصوت القران الاتي الينا مع الريح قبل وصول سيارة الاسعاف ايذاناً بوصول الجنازة ومشهد الدموع والكاء الذي صار شبه يومي في جبانة البلدة.
* أحمد حسن الباشا صوفيا
تعليقات: