اليونفيل في محور العديسة الحدودي وصورة للسيد نصر الله (طارق ابو حمدان)
استغل المواطنون اللبنانيون ذكرى التحرير، فكانت وجهة الكثيرين منهم الجنوب بشكل عام والمنطقة الحدودية بشكل خاص. أمضوا الساعات الطوال بمحاذاة السياج الحدودي الشائك إلى جانب عناصر "اليونيفيل"، والذين انشغلوا بمراقبة الوضع على جانبي الحدود،وتبادل الأحاديث والتقاط الصور مع الزوار اللبنانيين من مختلف الأعمار.
الوضع عند السياج الشائك في يوم التحرير، يمكن وصفه بالهادئ، لم يعكر صفوه سوى حركة طائرات الاستطلاع المعادية، والتي كثفت من أعمال المراقبة على طول الخط الحدودي، وصولا إلى عمق المناطق المحررة، ولمسافات تراوحت بين ال 10 إلى 15كلم، كما تردد في قرى العرقوب المتاخمة لمزارع شبعا المحتلة دوي عشرات القذائف الإسرائيلية، الناتجة عن مناورة محدودة نفذها جيش الأحتلال في الطرف الغربي للمزارع.
عناصر "اليونيفيل" والتي كانت في حالة استنفار، شغلت وبكثافة مناظيرها اليدوية، وتلك الكبيرة المركزة في نقاط مراقبتها، لاحقت كل حركة في الجانب المحتل، والتي اقتصرت كما بدا على عشرات المستوطنين الذين امضوا ساعات النهار يعملون وسط البساتين الملاصقة أطرافها للسياج الحدودي، في حين ابعد جيش العدو دورياته عن الطريق العسكرية الموازية للسياج الشائك تحسبا لأية تطورات.
"الوضع عادي ومقبول" يردد احد عناصر المراقبة التابع للقوات الدولية. انه يوم جميل زادته حيوية كثرة الزوار اللبنانيين، الذين حملوا الأعلام اللبنانية والحزبية، ولوحوا بها قبالة المستعمرات الإسرائيلية فرحين بمناسبة التحرير التي تعني المجتمع اللبناني وبنسبة كبيرة.
"لا احد يمكنه التكهن بما يمكن ان يؤول اليه الوضع لاحقا في هذه المنطقة الحدودية"، يقول المواطن الشبعاوي من آل هاشم والذي كان يعتني بأشجار زيتون صغيرة، والتي زرعها بعيد التحرير في مزرعة بسطرة المحررة. يضيف: "إننا نشك أن يبقى الهدوء الغالب في هذه المنطقة الحدودية الحساسة، لا احد يمكنه التكهن بالمستقبل في ظل أوضاع قلقة محيطة، التكفيريون على مرمى حجر، وجيش العدو يمكن ان يستغل الوضع ليدخل عبرهم إلى مناطقنا يعكر أمنها، وعندها سيتحول الصراع الى مسار جديد يصعب التكهن بنتائجه".
رعاة الماشية وحدهم، كما يقول الراعي من آل نبعة، "يدفعون منذ التحرير وحتى اليوم ثمن غطرسة العدو واعتداءاته، لقد بتنا مع قطعاننا هدفا لدوريات العدو الإسرائيلي التي تعمل على ملاحقتنا إلى داخل المراعي وتحاول اعتقالنا، تخطف المواشي، تطلق النار باتجاهنا من دون أن تحرك اليونيفيل ساكنا لتكتفي بأعداد التقارير"، ويشير إلى أن "أكثر من حادثة من هذا النوع تسجل كل شهر، خسرنا معها العشرات من رؤوس الماعز، ناهيك عن الرعب الذي يحيطنا في كل لحظة خصوصا خلال تواجدنا في المراعي".
على طول الخط الأزرق من الجانب المحتل غابت الدوريات المعادية أما في الجانب المحرر جابت دوريات "اليونيفيل" والجيش اللبناني، المنطقة الممتدة من المطلة ، الغجر، الوزاني، وحتى مرتفعات جبل الشيخ، تراقب وترصد كل حركة.
تعليقات: