مازن حمود الحميداوي ، قائد عسكري في الحشد الشعبي ، من مواليد 1974 في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية جنوب العراق . استشهد دفاعا عن ارض العراق خاصة وعن الأراضي العربية عامة ، وعن كرامة الأمة العربية .
مازن الشهيد ، كان استاذاً في الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وبعد فتوى الجهاد من المرجعية الدينية " السيد علي السيستاني دام ظله الشريف " تحت قيادة الجيش العراقي ، ترك الحوزة ، ولبى نداء المرجعية وانتسب الى احدى التشكيلات في الحشد الشعبي آمر سرية في فوج الشهداء ، لما يتمتع به من خبرة قتالية وقيادية ميدانية .
مازن الشهيد ينتمي الى أسرة مؤمنة بالله ، تسير على خطى اهل البيت ، تكره الظلم وتحاربه بأية وسيلة حسب الظروف ، إما بالحكمة وإما بالصبر وإما بالقتال ، والظرف الحالي لا تنفع الحكمة ولا الصبر مع داعش الإرهابي ، ولا مع جماعة البرزاني التي كانت متحالفة من داعش في حصار آمرلي ( أمير علي ) .
الشهيد ، تناديه الفلوجة ، قبل استشهاده خاض عدة معارك قبل الوصول الى أطراف " أمرلي "
لفك الحصار عنها مع بقية الأخوان وأفراد الجيش العراقي .
كان من المحررين ،قبل امرلي ، ناحية العظيم على طريق بغداد - أمرلي ، ومناطق في محيط ديالي ، والحمرين ، وحتى يصلوا لتحرير أمرلي وفك الحصار عنها ، كان لا بد من تحرير بعض المناطق التي تعيق تقدمهم في طريقهم الى " أمرلي " .
وصل الشهيد القائد والشيخ المدرس في الحوزة العلمية " مازن " مع مجموعته والتشكيلات الأخرى ، والجيش العراقي الى أطراف بلدة أمرلي ، وقبل الهجوم اجتمع القادة العسكريين لوضع الخطة لفك الحصار وكان الشهيد احدهم ، وحددوا ساعة الصفر ، وتم فك الحصار وهروب الدواعش بالإنسحاب الى خطوط لا تشكل خطراً على أمرلي .
بعد ستة أشهر من فك الحصار تم تشكيل قوة من شباب أم لي بقيادة احد ابنائها واستلمت المواقع من الشهيد البطل " مازن " لينتقل الى موقع آخر .
تحركت مجموعات من الحشد الشعبي بقيادة الشهيد مازن وحرروا جبال حمرين وطهروها من داعش ، واتجهوا الى قضاء بيجي وعند أطراف بيجي " منطقة فتحة "حصلت معركة طاحنة استعملت فيها مختلف انواع الأسلحة ، استشهد فيها القائد مازن الحميداوي ، الذي كان يحلم بتحرير الفلوجة بعد الإنتهاء من منطقة أمرلي وبيجي ، ولكن القدر شاء ان يشارك الآن بروحه مع اخوانه المقاتلين من الحشد الشعبي وابناءٌ العشائر والجيش العراقي في تحرير الفلوجة .
الشهيد " مازن " ومجموع الشهداء يعبّرون فعلاً عن قمة العبادة بين يدي الله عز وجل • فهم يشكلون حجتين الاولى حقيقية في إخلاصهم وتفانيهم وذوبانهم في سبيل الله والثانيه كبيرة على كل العباد .ولسان حالهم يقول ( ايها الناس إذا أردتم أن تعبدوا الله فاعبدوا الله على طريقتنا نحن الشهداء نحن نقدم كل شيء في سبيل الله فلم يهدأ لنا بال حتى نقدم الغالي والنفيس هو ترك عوائلنا واهلنا وأطفالنا حفاظ على دين محمد ص ) . فيجب أن يكون في صدر اهتماماتنا هو الحفاظ على هذه الدماء التي ُسفكت بين يدي الله في مواجهة داعش . لانهم منبر التوعية للأمة هم وحدهم الذين يحددون دور هذه الأمة .لولا الشهداء لما حفظنا عوائلناواهلنا من الدواعش .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: