حسين مهدي.. أتى من الكويت لينهي حياته في الضاحية


...ووصيته التبرع بأعضائه لمقاتلي "حزب الله"

من مطار الرئيس رفيق #الحريري الى محل لبيع الأسلحة في #الضاحية الجنوبية انتقل، اشترى بندقية وتوجه الى مجمع الامام المجتبى (ع) في السان تريز، أطلق رصاصة على جبينه ورحل، من دون أن يعلم أحد من أهله أنه عاد إلى وطنه بعد سنوات من مغادرته، ليتفاجأوا بعد كل هذه السنين أنهم سيضمون جثته لا روحه. هو حسين مهدي ابن بلدة الخيام الذي نفذ قراره وانتحر.

بعد ظهر الثلثاء الماضي قرر حسين (42 عاماً) وضع حد لحياته، وعلى الرغم من تمضية عمره في الاغتراب الا أنه أراد أن يلتحف بتراب لبنان، كان مستعجلاً إلى درجة أنه لم يزر شقيقته التي يبعد منزلها 500 متر عن مكان الحادث. والده مصدوم، فبعد كل سنوات الحنين الى فلذة كبده، وعدّ الدقائق لعودته، وصله خبر انتحاره. يقول بغصّة: "للأولاد حرية فعل ما يريدون باستثناء قتل أنفسهم التي هي ملك والديهم".

اثنا عشر عاماً قضاها حسين في المانيا قبل ان ينتقل إلى الكويت، ولفت الوالد " لم يكن يهاتفنا الا مرة واحدة كل سنة، آخر مرة اتصل بنا منذ نحو السنة تكلم مع والدته لمدة دقيقتين لا أكثر، أما آخر مرة قصد لبنان فكانت منذ نحو خمس سنوات، وهذه المرة لم نكن نعلم أنه هنا، قتل نفسه حتى قبل أن يرى ابن شقيقته التي رزقت به قبل تسعة أشهر". وأضاف " يعاني حسين ظروفاًنفسية صعبة، دائماً متقوقع ومحبط، الأمر يعود الى أيام طفولته، وبالتحديد الى حقبة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، حينها كان في الثانية عشرة، تعرف إلى أصدقاء سوء، ليسافر بعدها خارج البلد".

تنفيذ القرار القاتل

تم التعرف على حسين من جواز سفره ووجدت معه رسالةكتبها قبل أن يقدم على خطوته وفاتورة شراء البندقية التي استعملها، لذلك كما قال قريبه أبو علي "جرى التحقيق مع صاحب المحل، الذي أثبت أنها عملية بيع قانونية وأن حسين أطلعه عن نيته ترخيصها". وأضاف " استغرقت التحقيقات التي تولاها مخفر الحدت نحو اربع ساعات،لذلك لم نطلع والديه اللذين يسكنان في الخيام على خبر وفاته لكونهما ينامان باكراً. انتظرنا حتى صباح اليوم التالي واطلعناهما على الكارثة". ويتابع " اغلق التحقيق فالأمور واضحة، وقد حصلت الحادثة أمام المارة. العجيب أنه لم يطلع أحداً من اقربائه، سواء في الكويت أو في لبنان أو شقيقاته الثلاث أو شقيقه محمد عن عودته، قرّر، خطط ونفذ، وانهى حياته في لحظات".

رسالة موجهة

رسائل الى أطراف عدة جمعها حسين في رسالة واحدة، جاء فيها "إلى أهلي أنتم تاج رأسي وفي قلبي اتوسل اليكم أن تبقوا هادئين وتترحموا عليّ أرجوكم. أردت أن أريح نفسي من حياة لا تعنيني بشيء أنا لا أريدها حتمًا. أحب أن أعلق على موضوع ليس له أي علاقة بموضوعي الشخصي. للدول العربية التي تبني المساجد على أراضيها لتؤذن بـ "الله أكبر" أنا أقول لكم أن تتعلموا حقيقة الإسلام من بلاد الغرب وليس ما أنتم عليه نهائيًا وأبدًا، فهم الذين يحترمون العلم والفكر والثقافة وهم الذين يقدسون تراب بلادهم وحقوق الانسان وأمنهم القومي الذي لا يُحصن الا بالله والايمان بعزة وكيان البشرية وهذا ما ليس لديكم يا بلاد العرب مما تتباهون به على حد ظنكم بأنه الأسلام، أنظروا ماذا اصبح مصيركم من شباب جاهل غبي متخلف ليس محصنًا لا بعلم ولا ثقافة ولا دين صحيح ولا مبدأ ولا قومية وهذا ما استغلته الصهيونية لتجنيد أكبر عدد من شباب مجردين من الانسانية يتفشون بوحشيتهم ليرتكبوا أبشع الجرائم والإبادة، ككل من ينطق العربية وليس لإسقاط رئيس حتماًبل إنه مشروع توسعي لإلغاء دول بأكملها لحماية وجود دولة إسرائيل، والذين يحاربون هذا المشروع المرعب الصهيوني هم القلّة مما تبقى من إسلام في الدول العربية وهم على يقين بالله عز وجلّ لذلك ينتصرون دائماً".

ووجه تحية لشركة الأحمدية في الكويت، ليختم رسالتهمتمنيّاً التبرع بأي عضو من أعضاء جسده لمن هو بحاجة من مقاتلي "#حزب_الله".

في الامس ووري حسين في جبانة بلدته لتنتهي مسيرة شاب قضى معظم أيامه بعيداً من عائلته، وختم والده "خدمنا كثيراً عندما قرر انهاء حياته في لبنان وليس في الكويت، لأننا كنا سننتظر استرجاع الجثة، والمعاملات الروتينية في دولة تدفع أولادنا الى الهجرة بسبب اهمالها لهم".


تعليقات: