رمضان..«لمّة العيلة» في قرى العرقوب


العرقوب ـ

مرّ عشرون رمضاناً وأم مجد في الاغتراب من دون أن تتمكن من تمضية الشهر الفضيل مع والدتها أم علي يحيى (85 سنة)، لتعود هذا العام الى حضن الوطن وتستقر فيه، وكل املها أن تمضي وعائلتها بعضا من أيام الصوم مع والدتها وتتشاركا تحضير وجبات الإفطار والسحور وما بينهما من مشقة يوم طويل من الصيام الذي تصر أم علي على صيامه، «طالما بعدني قادرة صوم، وصحتي منيحة»، تضيف أم علي، «الصوم مش بس عبادة وهوي كمان صحة».

وتشير أم مجد الى ان «الصيام في الضيعة له نكهة خاصة لا سيما وان والدتي تزرع «حد البيت« كل ما يحتاجه «جاط الفتوش» الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار، من بصل اخضر وخس ونعنع وزعتر وبندورة وغيرها وتعتني بها خير اعتناء، اضافة الى انواع أخرى من الأطعمة التي نفتقدها في الغربة مثل الشيشبرك ولبن أمه والرشتا بالعدس، صحيح أكلات صارت تقليدية ولكن طيبة ومغذية، ولا تنسى الحلويات التقليدية التي تصنع في المنزل من الزلابية والمشبك والعوامة وغيرها الكثير»، مؤكدة أن «أهم ما في مائدة الإفطار في الضيعة هو لمّة العيلة».

وما يميز شهر رمضان في قرى المنطقة عن غيرها أن غالبية الناس تزرع في محيط منازلها انواعا من الخضار والشجريات، وتكون قد جمعت المونة البلدية لعام كامل من اللبنة وزيت الزيتون والزيتون والباذنجان المكدوس وورق العنب والمربيات والحبوب على أنواعها، ما يخفف عنهم ولو جزءا بسيطا من أعباء شراء المواد الغذائية، لا سيما في شهر رمضان الذي ترتفع فيه الأسعار من حيث لا يدري المستهلك، إذ يسأل محمد طه (75 عاما) «من المسؤول عن هذا الجنون الذي يصيب التجار مع حلول شهر رمضان؟ ومن يحاسبهم على رفع الأسعار دون اي مبرر؟ يعني صحيح نعتمد على المونة التي نخزنها في البيت، ولكن بحاجة لشراء بعض الحاجيات بشكل يومي من خضار ولحوم ودجاج، خاصة أيام رمضان»، مطالبا «حماية المستهلك تكثيف حملاتها في هذا الشهر المبارك لمراقبة الأسعار».

أما ابو اسماعيل القادري، فيشير الى انه يضطر «لشراء مستلزمات وجبة الإفطار كل يوم بيومه لأن الكهرباء «ما فينا نعتمد عليها«، واي انقطاع للتيار الكهربائي يعني كثير من الخضار واللحوم ستفسد وترمى، لذلك نأمل أن يرحمونا بالتقنين، أقله في شهر الرحمة والبركة«.

من جهتها أم وليد عون (80 عاما) بيتها عامر بخيرات الضيعة من مونة بلدية على أنواعها تعتبر ان «شهر رمضان هو شهر محبة وتسامح ومغفرة بين الناس، ويجمع العيلة والأقارب على مائدة الإفطار، والجيران يتبادلون الأطباق الرمضانية، وكذلك الناس الميسورة تتذكر الفقير والمحتاج من ابناء البلدة وترسل له وجبات الإفطار».


تعليقات: