شبعاوي يا كرز


شبعا ـ

للكرز في شبعا طعم آخر ونكهة خاصة تميّزه، لجهة تعدد انواعه ومسمياته من الفرعوني والمالطي والنواري وقلب الطير وقوس قزح والسكري. ولا ننسى حجم ثمرة الكرز الشبعاوي... ويعود الفضل في ذلك الى ينابيع شبعا التي تروي حقولها الزراعية الغنية بانواع كثيرة من الأشجار المثمرة كالتفاح والمشمش والدراقن والخوخ، لكن الكرز يبقى فخرها، وأفضل هدية يقدمها ابن شبعا الى أصدقائه وأصحابه في المناطق اللبنانية الأخرى، إذ إن هناك نحو الف دونم مزروعة بالكرز.

ورغم ذلك يناشد أبو محمد الجرار «الجهات المعنية الالتفات الى مزارعي الكرز في شبعا ودعم هذه الزراعة وتشجيع المزارعين لتخطي ما يواجهونه من صعوبات في تصريف الإنتاج، خاصة الى دول الخليج»، مؤكداً أن «أبناء شبعا ورثوا هذه الثمرة المميزة عن الآباء والأجداد وهم سيورثونها الى أبنائهم وأحفادهم لما لها من ذكرى طيبة في نفوسهم خاصة في مواسم جنيها، حيث ينطلق افراد العائلة منذ ساعات الفجر الأولى لقطاف الكرز بعناية فائقة، إذ إنه يحتاج الى خبرة في قطافه، كي يحافظ على نضجه أطول فترة ممكنة بعد القطاف كون عمر الكرز قصير«.

أم علي الزغبي، تتوجه كل يومين الى بستانها لقطاف ما نضج من حبات الكرز، بمساعدة عاملات سوريات، وتبيع ما أمكنها بأسعار تعتبرها «بخسة الى التجار الذين يتحكمون بسعره»، معتبرة ان «بيعه بألفي ليرة للكيلو، كحد أقصى، أفضل من أن يذبل على أمّه، وما يفيض عنّا نوزعه على الأصدقاء والأصحاب».

ويعتبر موسم قطاف الكرز في شبعا فرصة للنازحين السوريين الى البلدة، والذين وصل عددهم فيها الى نحو خمسة آلاف نسمة، والقطاف فرصة عمل، لا سيما للنساء، لتأمين الحد الأدنى من المدخول اليومي للعائلة، «ومساعدة زوجي في تغطية حاجات البيت»، بحسب ما تشير أم أحمد عثمان من بيت جن السورية، «والقطاف ينتهي قبل الظهر، وبعدها أعود للمنزل وأكمل ما عليّ من شغل في المنزل».

تعليقات: