مسجد حاصبيا الأثري.. ملتقى الأديان


حاصبيا ـ

تتميز مدينة حاصبيا، مركز القضاء، بالتنوع الديني والتعايش بين أهلها من جميع الطوائف، رغم ما مرّ على لبنان عموماً ومنطقة حاصبيا خصوصاً من حروب وويلات عبر التاريخ. فيها آثارات وصروح دينية مختلفة موغلة في القِدم، وما زال أهالي حاصبيا وفعالياتها الدينية خاصة يحافظون عليها لتبقى متجذرة في تاريخي المنطقة القديم والحديث وذلك ضمن الإمكانات المتوافرة.

ومن بين هذه الآثارات والصروح، مسجد حاصبيا الأثري الذي يعد الرابع قِدماً في لبنان. وقد بني في عهد الأمير منقذ الشهابي في العام 1170 ميلادية على مساحة 300 متر مربع. وباحة المسجد فيها أربع عِقدٍ صخرية وقناطر من الطراز المعماري القديم وتعلوه مئذنة تميزه عن الكثير من مآذن المساجد في لبنان.

وفي عهد الأمير إسماعيل الشهابي الملقب بأبي خرمة، «حصلت هزة أرضية في المنطقة، أصيب على أثرها المسجد بأضرار جسيمة، وأوقعت المئذنة أرضاً، فأعاد الأمير إسماعيل ترميم المسجد وتم نقل المئذنة الى الجهة الجنوبية من المسجد»، بحسب ما يؤكد ابن حاصبيا الأمير منذر الشهابي المقيم في السراي الشهابية الأثرية المقابلة للمسجد، ويتابع، «زار النائب وليد جنبلاط حاصبيا في العام 2002 وأعرب عن إعجابه الشديد بالمسجد ومحرابه وفن العمارة فيه«.

وطالب الأمير منذر بـ«ترميم المسجد وتأهيله لإعادة الروح اليه والحفاظ على طابعه التراثي المعماري، اذ أن ترميمه من الدخل لحمايته من النش وتسرب مياه الأمطار سابقا، أفقده الكثير من معالمه الأثرية والعمرانية«. هذا ما يؤكده إمام المسجد، من الأزهر الشريف، الشيخ مسعد نجم الذي يتابع شؤون المسجد الدينية والاجتماعية، ويقول: «المسجد بحاجة الى ترميم داخلي وخارجي للمحافظة على هذا الصرح الديني وحمايته من أية عوامل طبيعية قد تؤثر عليه سلبا«.

ويشير الى ان «المسجد قد تم ترميمه وتأهيله في العام 2010 بعد أن حصل فيه الكثير من النش وتسرب مياه الأمطار الى داخله، بشكل يحافظ على عراقته وان يبقى قبلة للزوار والسياح والمؤمنين»، مؤكدا ان «هذا المسجد كان على مرّ العصور، وسيبقى، ملتقى لجميع الأديان والطوائف في حاصبيا ومنطقتها التي تتميز بالعيش الواحد دون تفرقة أو استثناء«.

ومن المقتنيات الأثرية للمسجد، سلاح حربي، «بارودة»، يعود عمره لأكثر من 250 سنة، «كانت الغاية منه عبر التاريخ إعلام أهالي حاصبيا بموعد الإمساك والإفطار في شهر رمضان المبارك، عبر اطلاق النار منه في تلك المواعيد، أما اليوم فبات هذا السلاح أحد آثارات حاصبيا ومسجدها»، بحسب ما يؤكد الشيخ نجم.

تعليقات: