تبلورت الخطوط العريضة في مدينة صيدا والتي ستفضي بالنهاية الى تسمية اسم لمنصب مفتي صيدا، لكن عن طريق التعيين أو التكليف ولأجل محدد ربما لمدة سنة وليس عن طريق الانتخاب، وهذا يعتبر تسوية مقبولة من قبل الجميع لحين التمكن من إجراء انتخابات.
و«المفتي المنتظر» لصيدا من المرجح جدا ان يكون رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في المدينة الشيخ سليم سوسان المؤيد والمدعوم بقوة من النائبة بهية الحريري، الشخصية التي كانت لصيقة جدا طوال أكثر من عقدين الى جانب المفتي جلال الدين، وكونه الاكثر دراية بشوؤن الاوقاف وشجونها خاصة مع رجال الدين في المدينة وذلك نظرا لموقعه كرئيس لدائرة الاوقاف.
وعلمت «السفير» انه نتيجة للتجاذبات الحاصلة في المدينة وخشية من تداعيات هذا الاستحقاق على صيدا وفعالياتها وقواها، لا سيما بعد ظهور تباينات وانقسامات حادة على الاسم المطروح لتولي هذا المنصب، ليس فقط من قبل عدد من السياسيين، بل ايضا من قبل عدد لا بأس به من رجال الدين أنفسهم، وبينهم من هو في مناصب ومراكز إسلامية رفيعة إضافة الى غياب التوافق حول اسم المرشح المذكور لتولي هذا المنصب كمرشح توافقي وان كان مدعوما من تيار الحريري.
هذه التداعيات والخلافات والتباينات لمستها ايضا اللجنة المؤلفة من عضوي المجلس الاسلامي الشرعي المحامي عبد الحليم الزين ومحيي الدين القطب حول الاختلاف على اسم خليفة المفتي العتيد. إلا أن القوى السياسية والدينية المعترضة على ترشيح اسم الشيخ سليم سوسان لمنصب مفتي صيدا لن تذهب في معارضتها حتى النهاية، ولن تعلن العصيان المدني ولا النزول الى الشارع في حال تم تعيينه في هذا المنصب، وان أشد المعارضين له كانوا قد أبلغوه موقفا مهادنا وأقل حدة مما هو معلن.
وعلمت «السفير» أن نحو 30 رجل دين في صيدا سوف يعقدون لقاء اليوم السبت في دار الاوقاف في المدينة للتشاور في مسألة من سيخلف المفتي جلال الدين. وعلم ايضا ان إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود وجه رسالة الى المجتمعين جاء في مضمونها «ان من حقكم أنتم أن تقترحوا اسم المفتي لا أن يطلب إليكم الموافقة على هذه الشخصية أو غيرها لهذا الموقع، ويجب ألا يفرض عليكم أحد فرضا هذا الامر». علم أن الشيخ حمود وجه رسالة مشابهة الى شخصية اخرى لم يكشف لا عن اسمها ولا عن مضمون الرسالة.
من جهتها أشارت النائبة بهية الحريري الى ان المشاورات جارية لاختيار مفت لصيدا والجنوب وستحسم قريبا وهناك مبادرة من أعضاء المجلس الشرعي لاستمزاج الآراء، وان شاء الله في وقت قريب ينجز هذا الاستحقاق وتبقى دار الافتاء داراً لجميع الصيداويين والجنوبيين.
وأكد المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود أن الجماعة الإسلامية ترى أن الأصل في اختيار المفتين خاصة بعد شغور عدد من المواقع هو بالانتخاب كالتزام قانوني، وهذا هو السبيل الأسلم، ورغم ذلك فمن الواضح أن الأمور تسير في اتجاه التعيين أو التكليف نظراً لظروف عديدة، ومن هنا نعوّل على حكمة سماحة مفتي الجمهورية كونه صاحب الحق الحصري في هذا الشأن وفي اختيار الشخصية التي تجمع وتوحّد وتحافظ على الاستمرار في النهج الذي سار عليه الراحل الكبير سماحة المفتي محمد سليم جلال الدين.
ورداً على سؤال من «السفير» أكد حمود أننا نتشاور مع الجميع وخاصة مع علمائنا الأفاضل كونهم أوّل المعنيين بهذا الاستحقاق لما يمثله هذا الموقع كرئيس لجميع العلماء والمشايخ في صيدا والجنوب. وكذلك نقف على رأي مرجعيات المدينة وقياداتها السياسية وسنسعى للوصول مع الجميع إلى التوافق على اسم المفتي الجديد لكي نجنّب المدينة أي اهتزازات نحن بغنىً عنها.
تعليقات: