غصن يحمل فاكهة الكرز الشبعاوي (طارق ابو حمدان)
يعتبر الكرز الشبعاوي وبشهادة مهندسين زراعيين وتجار الفاكهة من افضل انواع الكرز اللبناني. يتميز بجودته ونوعيته ومذاقه المميز. لكن المفارقة ان المزارع الشبعاوي لم يجن من مواسم فاكهته الشهيرة هذه غير الاسم والصيت بحيث يضطر لبيع انتاجه بأسعار منخفضة لا تغطي حتى كلفتها ومصاريفها، في حين يستغل التجار الكساد الحاصل ليتسوقوا الكيلوغرام الواحد بحوالي الف ليرة لبنانية للتاجر، ويكاد سعر مشابه أن لا يسد كلفة ري البستان وأجرة قطف ثماره.
يفخر مزارعو كرز شبعا بانتاجهم حتى مع تدني مردوده المادي بالنسبة لتكاليفه، ويعددون انواعه ومسمياته: الفرعوني، المالطي، النواري، قلب الطير، قوس قزح، والسكري، ناهيك عن حجم الثمرة المميز والخالية من أي أسمدة كيماوية، كما تروى كغيرها من الأشجار المثمرة كالتفاح والمشمش والخوخ والدراق بمياه ينابيع البلدة العذبة. وبهذا يميز الشبعاوي أصدقاءه من مناطق أخرى بهدية «ثمينة» كشرحة كرز.
وتمتد كروم الكرز في شبعا على نحو ألف دونم تنتج ما بين سبعة الى تسعة أطنان سنويا. وتبدو زراعة الكرز الى تراجع واضح خلال السنوات العشر الماضية، ويناشد المزارعون، كما يقول محمد الجرار، الجهات المعنية بالإلتفات الى هذه الزراعة، ودعمها وتشجيع المزارعين، ومساعدتهم بالسبل كافة، لتخطي ما يواجهونه من صعوبات في العناية والحفاظ على شجرة الكرز وتصريف إنتاجها. ويقتصر تصريف كرز شبعا على السوق المحلي في حين كان يتجاوزه الى اسواق دول الخليج، وفق الجزار الذي يشير الى أن أبناء شبعا ورثوا زراعته عن الآباء والأجداد، ويأملون توريثها إلى أبنائهم وأحفادهم.
تقول امل الزغبي التي تتوجه لقطف شجيراتها مع ساعات الصباح الأولى، بمساعدة عاملات نازحات، أنها تبيع انتاجها بأسعار بخسة لأن التجار يتحكمون بالأسعار، معتبرة ان ألف ليرة للكيلوغرام أفضل من تركه يذبل على أمّه.
وتحول موسم الكرز في شبعا إلى فرصة ذهبية للنازحين السوريين الذين يتجاوز عددهم الخمسة آلاف نسمة في البلدة، لا سيما للنساء من بينهم واللواتي يعملن في قطافه لتأمين الحد الأدنى من المدخول اليومي للعائلة. وتقول النازحة حليمة ابو احمد من بيت جن، أن قطاف الكرز يدر عليها عشرين ألف ليرة لبنانية يوميا ليغطي مصاريف شهر رمضان وبعض حاجيات أسرتها.
ويلفت ابو شادي محمود هاشم الى ان قطاف الكرز هو حرفة بذاته، ويحتاج الى خبــرة ودراية، ليدوم اطول فترة ممكنة قبل ان يذبل ويتلف، مشــيرا الى ان شجرة الكرز كنز شبعا، والامراض التي تصيبها قليلة جدا، وهي مصدر رزق للعديد من ابناء البلدة.
تعليقات: