بنت جبيل :
طالت ساعات انتظار الحاجة ام علي على مدخل مكتب دفع التعويضات القطرية. انتظرت المرأة السبعينية أكثر من خمس ساعات حتى تمكنت من الوصول الى اللجنة القانونية لتقديم أوراق منزلها الذي دمر خلال عدوان تموز 2006 داخل الحارات القديمة في بنت جبيل. بوصولها ظنت الحاجة أن انتظارها الطويل قد انتهى بعد طول «تدفيش» «وحرق أعصاب»، إلا أن اللجنة «بشرتها» بعدم تمكنها من الحصول على التعويض لان اسم الام غير وارد على اللائحة المعلنة من قبل المكتب القطري. «وما ذنبي أنا؟» تسأل الحاجة، التي كانت قد قدمت إلى البلدية إخراج قيد يتضمن اسم الأم عندما طلبوا منها علما وخبرا.
وبعد طول أخذ ورد تنتهي المسألة بأن أم علي والعشرات غيرها لن يتمكنوا من الحصول على تعويضاتهم من الدفعة الاولى عن المنازل المهدمة للسبب نفسه.
يخرج معظمم الأهالي من المكتب غاضبين بعد انتشار الخبر، منهم من يفضل أن ينتظر ليجرب حظه، لا تنفع المراجعات المتعددة التي تولتها البلدية لتيسير أمور الأهالي ويبقى القرار ساريا.
«أكثر من سنة ونحن ننتظر هذا اليوم لنخلص من التهجير في بلدتنا ونعود الى بيوتنا»، ينفجر أحدهم غاضبا ومن ثم يفضل السكوت.
هذه صورة ترسمها ساعات الانتظارات الطويلة على أبواب المكتب القطري في بنت جبيل وباقي القرى الثلاث، موظف ينسى أن يضيف اسم الام على اللائحة، ولجنة تقرر عدم المتابعة رغم إمكانية التأكد من المختار الحاضر دائما عند كل عملية دفع، ومراجعات لا تأتي بنتيجة، وفي النهاية مزيد من الانتظار للقادم من الاسابيع وربما الأشهر.
تعليقات: