نهار الأحد الماضي في 19 حزيران، خطت بلدية ترتج الواقعة في قضاء جبيل خطوة "مهمة" و"سبّاقة" للحصوشل على لقب أكثر البلديات عنصرية، بعدما حلّ لبنان في المرتبة الثانية على سلّم "العنصرية"، وفق دراسة لمجموعة «insider monkey» التجارية والاقتصادية.
بوقاحة، أعلن رئيس البلدية الجديد، نجيب الخوري، عبر لافتة موقّعة باسمه رُفعت في البلدة، رغبة البلدية في "القيام بحملة تنظيف للبلدة نهار الأحد في 19/6/2016، وعلى جميع العمال الأجانب المشاركة الإلزامية، ونتمنى من جميع أبناء البلدة المشاركة أيضاً". قرّر الرئيس الجديد أن يفتتح عهده بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وفرض العمل "بالسخرة على العمال السوريين والهنود"، كما نقل أحد سكان البلدة، وتهديدهم بإحضار القوى الأمنية لاعتقالهم بسبب أوضاعهم غير القانونية، وطردهم من البلدة في حال عدم الامتثال. ينقل أحد السكان، الذي رفض ذكر اسمه، أن "البلدية لم تكتفِ باليافطة، بل ألزمت أصحاب المعامل والمقالع في البلدة بإحضار العاملين الأجانب لديهم للتنظيف، وبعضهم اعترض باعتبار أنّه لا يمكنهم أن يُجبروهم على عمل لا يريدونه". نحو 25 عاملاً سورياً وهندياً شاركوا في الحملة مجبرين، خوفاً من أن يُطردوا من البلدة، أمّا الذين لم يحضروا فقد "توجّه أشخاص من البلدية إلى بيوتهم وهدّدوهم بإحضار القوى الأمنية، مبتزين إياهم بأن أوراقهم القانونية غير سليمة"، كما قال أحد السكان. منذ السابعة صباحاً، هيّأت البلدية المكانس وعدّة التنظيف ووزعتها على العمال الذين بقوا حتى السادسة مساءً ينظفون البلدة.
يعلّق وزير العمل السابق شربل نحاس بأنه لا يمكن إطلاقاً إلزام أي شخص بالعمل، فكيف إذا كان الأمر سخرة. ويلفت الى أن "المصادرة أو فرض الخدمة التي تصدر عن مجلس الوزراء استناداً الى قانون الدفاع، مرتبطة بشروط متعلقة بحالات طارئة أو حالة تأهب ولا تكون بالسخرة إطلاقاً".
عندما انتشرت عنصرية البلدية على وسائل التواصل الاجتماعي أزيلت اليافطة، وتعذّر التواصل مع أحد من أعضاء البلدية، في ظل سفر رئيس البلدية وعدم رغبة الأعضاء في التصريح. أمّا وزارة الداخلية فلا علم لها بالأمر.
"عنصرية البلديات" ليست بالأمر الجديد ــ لكنها بلغت مستوى غير متوقع بما أقدمت عليه بلدية ترتج ـــ، فعام 2014 وثّقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ما لا يقل عن 45 بلدية فرضت إجراءات حظر تجوال في كافة أنحاء البلاد على اللاجئين السوريين، ما انطوى على تمييز عنصري وطبقي ضد اللاجئين الفقراء.
تعليقات: