المرحوم حسين علي عبدالحسن مهدي

هذه الكلمة الى ولدي حسين سوف ارسلها له عبر بريد الزمن والأيام.

أقول له في رسالتي هذه يا ولدي أنت الآن في عالم آخر وفي كون آخر. هذا العالم مختلف عن عالم هذا الزمن، عالمك الذي أنت فيه الآن خال من الألقاب لا يوجد فيه لا رسل ولا أنبياء ولا الهة ولا ملوك ولا سلاطين ولا ملائكة ولا كتب مقدسة ولا لغات ولا مال ولا ذهب ولا فضة ولا فيه من فقير وغني.

عالمك هذا الذي انت فيه الآن عالم صامت خال من المعتقدات، لا قصور فيه ولا أكواخ الكل فيه سواسية ولا من أفضلية لأحد على أحد.

عالمك هذا خال من دور العبادة، لا كنيسة فيه ولا مسجد ولا شعارات طائفية ولا فيه من أبيض وأسود ولا أحد يعرف عنه أي شيء على الإطلاق حتى ولو بعد ملاين السنين، لم ولن يعط سره لأحد وهو مختلف تماما عن عالم الحياة. عالم الحياة هذا لا عدالة فيه على الإطلاق عالم فاسد عالم فيه الظالم وفيه المظلوم.

فلا تحزن يا ولدي أنت الآن في عالم آخر عالم العدالة والمساواة، عالم لا يوجد فيه شفيع لأحد أبدا أبدا أبدا ولا جنة فيه ولا نار.

رسالتي هذه قد تأخذ زمنا بحاله قبل أن تصلك يا ولدي.