لقاء زملاء دراسة تأخر لمدة ٢٩ سنة خلت!

سمح لنا القدر أن نلتقي على نبع الدردارة، منبع العطاء لسهل الخيام العظيم، تحت ظلال شجرة الكينا للمرحوم أبوعلي نعيم (أيقونة الخيام الخالدة
سمح لنا القدر أن نلتقي على نبع الدردارة، منبع العطاء لسهل الخيام العظيم، تحت ظلال شجرة الكينا للمرحوم أبوعلي نعيم (أيقونة الخيام الخالدة


لقاء تأخر كثيراً انعقاده مع زملاء الدراسة في ثمانينات القرن الماضي في ولاية اوكلاهوما بالولايات المتحدة الأميركية مع ابن عمنا (غسان عبدالله) وابن خالتنا (عبدالله عبدالله)، حيث كان أخر ملتقى لنا مع بعضنا البعض في كانون اول/ ديسمبر ١٩٨٧م، وكان كل منا قد نال شهادته الاكاديمية العالية في المجال الذي ابتعثه أهله من أجله، وعاد كل منا الى مكان اقامة والدّيه في بلدان الخليج العربي يحمل تلك الشهادة بفخر واعتزاز، الا (غسان) رفض العودة وبقي هناك متنقلا من عمل الى أخر ومن ولاية الى أختها.

وقد سمح لنا القدر باحدى تصريفاته المستضيئة بعد طول ظلام دامس، والتقينا ثانية بانتهاء تلك الغيبة القسرية، وذلك على نبع الدردارة منبع العطاء لسهل الخيام العظيم، وتحت ظلال شجرة الكينا للمرحوم أبوعلي نعيم (أيقونة الخيام الخالدة وفخرها الأزلي).

فكان حديث الذكريات والخيالات، وتناسينا الحاضر ونوائبه، وذهبنا الى هناك، حيث كنا تلامذة في مقتبل شباب القوة والعنفوان والاحلام الرغيدة، والأمال الواعدة، قبل أن تصدمها قساوة الحياة المعاندة والواقفة بالمرصاد لتلك الأماني البريئة فتحطم على صخورها موج الامل الرحيب الذي كان يملاء أرواح هؤلاء الفتية الذين عبروا محيط بحر الظلمات في مطلع الثمانينات لينهلوا من علوم ومعارف العالم الجديد والمسمى بأميركا.

وتخلل الحديث عدد من المواقف الطريفة مع الاساتذة ومدى جديتهما حينذاك، بالاضافة الى بعض من الزنقات الخجولة مع الجنس الأخر، والتي لم يغفرها لك زملاء دفعتك، فبقيت تتداولها ألسنتهم لأيام عديدة وكأنها خبر الساعة الذي لا ينتهي أمده!

ولم ننتبه، إلا والساعة قد اقتربت من منتصف الليل، وأزف موعد الفراق الطوعي، على أمل ايجاد موعد أخر للقاء قبل عودة كل من ضيوفنا الى عائلته ومكان عمله في أصقاع المعمورة المترامية قبل نهاية الاسبوع القادم بإذن الله تعالى.

تعليقات: