هل الإختلاط جائز؟

صبحي القاعوري 30\7\2016 موقع خيامكم

اثارة عدم الإختلاط ليس وليد الساعة ، ولا يتوقف على فئة معينة من المسلمين ، قد تجد مطالبين بعدم الإختلاط اشخاص اقرب الى الهيبيين منهم الى المسلمين ، وهذا لسبب في نفس يعقوب ؟

نحن في دولٍ مسلمة ، وليست إسلامية ، ونحن مسلمين وليس إسلاميين ، كما حددها الله لنا في كتابه العزيز " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .

وكذلك مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده ، رحمة الله عليه قال: ذهبت الى اوروبا فوجدت الإسلام ولم اجد المسلمين ، وعدت الى بلادي فوجدت المسلمين ولم اجد الإسلام .

ولندخل في صلب الموضوع ، هل الإختلاط جائز .. أم محرم ؟

نحاول الإستنتاج من القرأن الكريم ، ومن ثم من الحياة الطبيعية في عهد الرسول ( ص ) ، وهذا طبعاً رأي الشخصي وقد أصيب وقد أخطئ .

لنأخذ قصة سيدنا يوسف عندما اشتراه عزيز مصر وأودعه زوجته ماذا قال : وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ...

وهذا دليل على الإختلاط فيما بين رجل وأمرأة ، وليس رجل عادي ، بل نبي .. ولما كبر في بيت العزيز : وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ .. وبغض النظر عما فكرت فيه امرأة العزيز من ارتكاب الفاحشة ، ولم يوافقها على ذلك ، إلا ان ذلك كان اختلاطاً ، ولو أراد الله ان يمنع هذا الإختلاط دون التفكير الذي راود امرأة العزيز لفعل ذلك ، وهو على كل شئ قدير ، ومن ثم توسعت دائرة الأختلاط عندما دعت نسوة المدينة وأمرته بالخروج عليهن .. كان بإمكانه عدم الدخول على النسوة لو كان محرماً وهو اعلم منَّا بالحلال والحرام ، وقد تكون قصة النبي يوسف مثالاً يحتذى بها.

ولنأخذ من القرأن الكريم حادثة أخرى ، قصة سيدنا موسى عندما فر الى مدين ، ماذا رأى ؟ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23القصص) .

اذاً هنا الأمرأتين كانتا مع مجموعة من الرجال ، يعني ، اختلاط ، وهنَّ من النساء ،

ومن ثم جاءت إحداهن لاصطحابه الى بيت ابيها ، اي كانت وإياه في وضع اختلاط .

وكثير من القصص في القرأن الكريم ، ومنها قصة سيدتنا مريم عندما كان يدخل عليها زكريا المِحْراب ، كانا في حالة اختلاط ، اي لا يوجد احد معهما : كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ( 37 آلِ عمران ).

كذلك آَيَةُ الدعوة الى الإطعام : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53 الأحزاب) .

المخاطبة من الله سبحانه وتعالى الى المؤمنين ، والإيمان لا يختص به الرجال فقط انما يشمل الجنسين الذكر والأنثى ، " واذا سألتموهن ، اسألوهن من وراء حجاب ، وليس المقصود هنا ساتر بينهم ، انما الحجاب اي لباس الحشمة غطاء الرأس الى الصدر .

وفي الآية ( 61 النور ) لا حرج على أنفسنا الأكل من بيوت الأباء والأمهات والأخوان والأخوات والأعمام والأخوال، ولا جناح علينا أن نأكل جميعاً او اشتاتاً .

الرسول ( ص ) كان يصطحب نساؤه في الحرب ، كانوا يداوون الجرحى ، عائشة ، ام سلمة ، وأم عمارة نسيبة بنت كعب كانت تباشر القتال بنفسها دفاعاً عن النبي ( ص ) .

ومن النساء المحاربات مع الرجال في ساحات القتال على سبيل المثال : أم سليم بنت ملحان ، و ((الفارسة الملثمة التي أربكت جنود الروم وزعزعت صفوفهم))..

خـــولة بنت الأزور ..اليس هذا اختلاطاً ؟

ولا ننسى اختلاط سفينة نوح.

الإختلاط المحرم ، وهو غير مقبول من كثير من الناس وليس المسلمين فقط ، حمامات السباحة باللباس الفاضح ، وليس محرماً على الإناث فقط بل على الرجال ، واللباس الرياضي الذي لا يغطي اعضاء الجسم .

الرياضة ليست ممنوعة او محرمة على الإناث ، بشرط اللباس المحشوم .

هذا ما توصلت اليه حسب اقتناعي وقد يكون كما تقدم خطأ او صواب ، وقد يكون هناك اراء مخالفة لهذا الرأي ، وعند عرضها على العقل فالمقبول منها يؤخذ به .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت