مسنون من رميش ومعركة خلال اللقاء (حسين سعد)

مسنـون يواكبـون يـوم الاسـتحقاق

صور :

واكب اكثر من خمسين مسنا ومسنة من بلدتي رميش (موارنة) ومعركة (شيعة) تطورات انتخابات رئيس الجمهورية اللبنانية على طريقتهم الخاصة، حيث امضوا يوما كاملا تبادلوا خلاله الزيارات والعتابا والزغاريد والخبز والملح، وذلك بمبادرة من منظمة «انترسوس» الايطالية، التي تعمل على ارض الجنوب منذ وقف العدوان الاسرائيلي في آب العام ,2006 بالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية في بلدة معركة.

هدف اليوم الطويل الذي بدأ بتوجه 25 مسنا من معركة الى رميش، الى تعزيز اواصر العلاقات الاجتماعية وتمتين روح المحبة والتآخي، بعيدا عن النسب الطائفي والمذهبي. وكان الاستقبال في رميش (قضاء بنت جبيل) حارا وحافلا ومميزا، تخلله التحايا ونثر الارز والزغاريد والاغاني الشعبية.

لم تختلط حمدة حمادي منصور (من معركة) قبل هذا اليوم بالاخوة «المسيحيين»، وهي تعرف رميش بالاسم وفي أكثر الحالات اذا سلكت طريق البلدة.

تقول منصور انه يوم مميز ولا ينسى على الاطلاق، كنت افكر انهم اناس آخرون ويختلفون عنا، لكن هذه «الجمعة» الحلوة بددت كل شيء واحسسنا اننا بين اهلنا واخوتنا في بلدة رميش. تضيف: لقد لاقينا كل احترام ومحبة وتقدير وبعد هذا اليوم اصبح لدينا اصدقاء وصديقات في رميش، هؤلاء اخواننا في الانسانية وما يجمعنا اكبر من الانتماء الديني والطائفي.

كان وقع هذا اللقاء بالنسبة لبطرس الحاج (72 عاما، من رميش) مميزا وجميلا ولطيفا: نحن نعيش منذ زمن بعيد الى جوار اخواننا الشيعة في عيتا الشعب وعيترون وبنت جبيل وغيرها، وفي عز العدوان الماضي استقبلنا في بيوتنا مئات العائلات من عيتا الشعب خصوصا، وتقاسمنا معهم الخبز وكل ما ادخرناه في منازلنا.

يضيف: ان سعادتنا في هذا اليوم لا توصف وان الشكر الكبير يجب ان نوجهه الى منظمي هذا الجولة، التي تبادلنا في خلالها الاحاديث مع زملائنا من ابناء معركة حول همومنا وهموم الوطن.

واشارت هناء قرياني، احدى المنسقات في «انترسوس»: ان فكرة جمع المسنين من بلدتي معركة ورميش تتوخى التعارف والتقارب بين ابناء المنطقة الواحدة، وخلق روح أكبر للتعاون. واكدت ان اللقاء الذي امتد يوما كاملا سادته اجواء من الفرح والمودة، لا سيما ان المسنين استعادوا بعضا من «بهجة» الحياة في هذا اليوم.

جولة المسنين اختتمت على مأدبة غداء في مطعم شواطينا في صور، في حضور المدير التنفيذي للانترسوس الايطالي غويدون، ومسؤول مركز الشؤون الاجتماعية في منطقة صور غسان ابو جهجه، ومسؤولة مكتب شؤون المرأة في حركة «امل» رحمة الحاج.