منذ أيام، طلب المدعي العام البيئي القاضي نديم الناشف من سرية درك مرجعيون فتح تحقيق في قضية مكبات النفايات الخطرة في سهل الخيام. تحرّك القضاء جاء إثر نشر "الأخبار" تقريراً بعنوان "سهل الخيام تحت تهديد النفايات الخطرة" الذي كشف عن وجود ثلاثة مكبات للنفايات الخطرة في سهل الخيام وبلدة دبين.
يقول مصدر أمني لـ"الأخبار" إنه جرى التأكد من وجود أعمال ردم قرب مستشفى مرجعيون الحكومي وتم رصد آثار لأدوية متراكمة ومردومة، مُشيراً الى أن "المعتدين حاولوا إخفاء آثار النفايات السامة وطمرها". وطلب آمر سرية درك مرجعيون المقدّم شربل حبيب من وزارتي البيئة والصحة تكليف خبراء متخصصين لضم تقريرهم الى المحضر، للاستناد إليه لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
اللافت أن الوزارتين المعنيتين لم تتخذا أي إجراء ميداني حتى الآن، كذلك لم تعمدا بعد الى الكشف على مكب النفايات الخطرة الذي كشفت عنه "الأخبار" في بلدة شقرا، في خراج محمية وادي الحجير، بالرغم من وجود قرار قضائي بإقفاله بالشمع الأحمر منذ أكثر من شهرين. الأمر لا يقتصر على ذلك، فالنفايات الخطرة التي رميت العام الماضي على مجرى نبع إبل السقي (المورد الرئيسي لمياه الشفة في المنطقة) لا تزال موجودة، ولم تتخذ الجهات المعنية أي تدابير لإزالتها ومعالجة أثرها.
يقول رئيس بلدية الخيام علي عبدالله إن مستشفى مرجعيون "بدأ منذ شهرين برمي النفايات الطبية في مكب البلدة، لكن البلدية أعادتها الى المستشفى، وقبل يومين أعاد المستشفى رمي نفايات طبية جديدة، وأعدناها مرة ثانية"، لافتاً الى أن أحد المسؤولين (رفض الكشف عن اسمه)، طلب من البلدية السماح للمستشفى برمي أكياس المصل فقط، لكن البلدية رفضت ذلك. يُصرّ عبدالله على أن البلدية لن تتهاون مع أي جهة ترمي نفاياتها الخطرة في مكب البلدة أو في أي مكان آخر فيها. من جهته، يقول رئيس بلدية دبّين عزّت قمرا، الذي رافق القوى الأمنية الى مكبّ حرج مرجعيون، إن أشخاصاً مجهولين عمدوا قبل حضور دورية الدرك الى ردم المكب، في محاولة لإخفاء آثار النفايات الطبية، مُستطرداً: "رغم ذلك، تبين لنا وجود الكثير منها".
يُضيف قمرا في هذا الصدد: "أظهر الكشف على مكب التلّ، الملاصق لسهل الخيام، وجود نفايات مختلفة؛ بينها عظام ولحوم، في أماكن متفرّقة"، لافتاً الى أن المياه مقطوعة عن المنطقة منذ أكثر من شهر، رغم أن نبع إبل السقي الذي تضخّ منه المياه الى أكثر من خمس بلدات؛ منها بلدة الخيام، لم تشحّ مياهه. ويعزو قمرا سبب شحّ المياه إلى "وجود النفايات الخطرة التي تحيطه من كل جانب منذ أكثر من سنة".
تعليقات: