الخيام: في إحدى ورش عملها بعد العدوان
زريق: مشاريع نفّذت وأخرى قيد الانجاز قريباً والدفعات المالية للترميم والبناء تدفع تباعاً.
تقع مدينة الخيام على الطرف الجنوبي الشرقي من لبنان، وفي الجنوب الشرقي من جديدة مرجعيون على بعد نحو خمسة كيلو مترات، أو أقل من شمال فلسطين المحتلة، وأكثر قليلا عن الحدود السورية، وهي تتمركز على تلّة من تلال جبل عامل، المشرفة على مثلث الجليل الأعلى، وهضبة الجولان، وغور الأردن، وترتفع عن سطح البحر ما يقارب 750 متراً. تحدّها من الشرق بلدة الماري، التي يفصلها عن الخيام نهر الحاصباني، ومنحدر جبلي تقع في نهايته لجهة الشرق، أراض زراعية واسعة تسمّى سهل الوطى. ويحدّها شمالا مرتفع جلحة أو الجلاحية، وتل جبلي يسمّى الشريقى الذي يتصل بمنخفض نبع إبل الذي يفصلها عن بلدة إبل السقي. ويحدها من الغرب سهل الخيام المعروف بسهل مرجعيون الذي ينسب الى كثرة الينابيع التي تتفجّر فيه، وتقع على أطرافه الغربية جديدة مرجعيون، وقريتا القليعة وبرج الملوك، ويحدّها من الجنوب خط قريب من الحدود الفلسطينية المحتلة، يمرّ بمرتفعات الحمامص، وأمامه بلدة المطلة الواقعة الى الغرب من مزارع سردة والعمرة والميسات، ولكونها تقع على هضبة عالية، فهي تطلّ من جهة الشرق على بلدات وقرى كفرحمام، كفرشوبا وراشيا الفخار، وتشرف على مزرعتين حلتا والمجيدية وكلها في جبل حرمون وسفوحه، وتطل من جهة الجنوب على بلدات ومزارع فلسطينية، وعلى بحيرة الحولة وسهولها. وتمتاز الخيام بمناخها الداخلي الجبلي، الذي يكون باردا في الشتاء، معتدلا في الصيف، وكذلك بجمال موقعها وسحر الطبيعة المحيطة بها، إذ تُعدّ من أجمل مدن لبنان، يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة، من بينهم 5000 الى 6000 مواطن يبقون فيها شتاء و20000 ألف صيفا، ويصل عدد الناخبين فيها الى 14600 ألف مواطن بحسب احصاء عام 2004، ويصل عدد عائلاتها الى 190 عائلة، و10% من سكانها من المسيحيين ومن أبرز عائلاتهم (كرم، ونّا، خنفور، فرحات، فرنسيس، باشا، عساف، عطاالله) وفيها مجلس بلدي يضم 18 عضوا، من بينهم عضوان مسيحيان هما عدنان خنفور، ومهيب فرحات. وتميّزت الخيام قديما بموقعها العسكري المهم، من أجل ذلك سمّيت بوابة جبل عامل، وقد عرف الانكليز أهمية هذا الموقع، فأنشأوا في سهلها مطارا عسكريا، ومستشفى تحت الأرض، تمّ تحويله في العام 2005، الى متحف حربي وعرف بالمتحف البريطاني، إلاّ ان اسرائيل دمرته، خلال عدوانها على لبنان في تموز 2006، وعرف الفرنسيون أيضا أهمية موقعها، فبنوا في أعلى قمة فيها ثكنة عسكرية.
عام 1933، أدخلوا عليها تحسينات اضافية من عشرات الغرف، تسلمها الجيش اللبناني من قوات الانتداب سنة 1943، حولها الاسرائيليون خلال احتلالهم للبنان، من العام 1978 وحتى 25 /أيار/ 2000، الى معتقل وسجن الخيام، والذي تمّ فيه تعذيب المقاومين وأبناء القرى والبلدات المحيطة بها. والى الشمال والغرب والجنوب من الخيام، أقيمت تحصينات عسكرية من ركائز، دشم، خنادق، لم تزل قائمة حتى الآن، وهناك في الجلاحية، دارت المعركة المشهورة سنة 1941، بين الجيوش المتحالفة وحكومة فيشي بقيادة الجنرال دانز. هذا الموقع العسكري المهم، أكسب مدينة الخيام أيضا، أهمية تجارية قبل العام 1948، كونها قريبة من المدن والبلدات السورية الجنوبية والمدن والقرى الفلسطينية الشمالية.
زريق
وفي الزيارة الثالثة الى مدينة الخيام، خلال عام ونصف، بعد حصول العدوان الاسرائيلي عليها، في شهر تموز 2006، وبعد وصولنا اليها في رحلة استمرت ساعة و55 دقيقة، التقت (الأنوار)، رئيس بلديتها الحاج علي زريق فقال: (ان اعادة الاعمار والبناء، مستمرة على قدّم وساق في مدينة الخيام، بعد حصول العدوان الاسرائيلي على لبنان، ما بين 12 تموز و14 آب 2006، نالت الخيام حصة لا يستهان بها، تجاوزت الـ 65% موزعة ما بين هدم وترميم واعادة تأهيل طاولت البيوت والمحلات التجارية والمدارس والثانويات ودور العبادة والمصانع والمعامل والأراضي الزراعية والمؤسسات الرسمية وسواها، واثر انتهاء مرحلة العدوان على لبنان، تولّت اللجنة القطرية لاعادة اعمار الجنوب، مهمة اعادة الاعمار والبناء من جديد، وشملت اضافة الى الخيام، أيضا كل من بنت جبيل، عيتا الشعب وعيناتا، وفي الأرقام النهائية، تمّ الدفع المالي من أجل ترميم 2519 منزلا من أصل 2588، والباقي 69 منزلا يوجد عليها اشكالات بخصوص (المساحة، الإرث، وأمور فنية أخرى)، كما تمّ الدفع المالي بخصوص المنازل المهدمة، فمن أصل 970 منزلا مهدما، تمّ الدفع الى 878 منزلا (الدفعة الأولى)، أما الدفعة الثانية فوصلت الشيكات المالية الى أصحاب 507 منازل، من أصل 970 منزلا (الدفعة الثانية) ومن المقرر استكمال هذه المراحل، بانتظار البدء بدفع الدفعة الثالثة والأخيرة، خلال الأسابيع المقبلة، كما تمّ دفع الأموال اللازمة والتعويضات من أجل ترميم 200 محل تجاري، على أن يتم في المرحلة القريبة جدا، دفع الأموال من أجل اعادة بناء 225 محلا تجاريا، هدم خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان).
ترميم المدارس
وتابع زريق: (لقد تمّ ترميم المدرسة الزراعية، ومتوسطة الخيام الأولى الرسمية،� والمركز الصحي، ومدرسة شهداء الخيام المهنية، والمنتجع السياحي، أو ما يسمّى بتلال الخيام، ومبنى المسنين، ومبنى المسلخ الجديد، ومركز تجميع الحليب، كما تمّ أيضا ترميم مركز كشافة الإمام المهدي وكنيسة الوقف المسيحي والمدرسة الانجيلية التابعة لها، وكنيسة الموارنة وكنيسة الروم الكاثوليك، المستوصف الصحي الحكومي، مبنى الدفاع المدني ومركز مؤسسة عامل، ومهنية الخيام الرسمية، ومركز وزارة الشؤون الاجتماعية، ومستوصف جمعية نور، ومصلّى أبو الفضل العباس، ومصلّى آل حمود وسواها).
عقود جديدة
وأوضح زريق: (خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتم التوقيع على عقود جديدة ومناقصات أخرى، من قبل الجانب القطري، من أجل اعادة إعمار مبرة عيسى بن مريم (عليه السلام) التابعة لجمعية المبرات الخيرية، التي يشرف عليها العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ولثانوية الخيام الرسمية، وأيضا لمبنى القصر البلدي، ومجمع الإمام الخميني الثقافي، مبنى مصلحة المياه، التعاونية الزراعية للأسرى والمحررين، مخفر درك الخيام، والمدرسة الانجيلية).
وقال زريق: (لقد تمّ تلزيم معمل النفايات، من خلال وزارة التنمية الادارية، وعبر الاتحاد الأوروبي، بكلفة تصل الى مليون دولار أميركي، وتستفيد منه 10 قرى وهي: (الخيام،� مرجعيون، إبل السقي، بلاط، دبين، القلعة، الوزاني، برج الملوك، عين عرب، المارية)، وسوف يستقبل 10 أطنان من النفايات، يتم فرزها والعمل على معالجتها، وتمّ تسلّم الآليات وعددها ثلاثة التابعة له، بالاضافة الى المستوعبات التي يحتاج اليها، في عملية نقل النفايات من الشوارع والمنازل، وتسلّم آليات للصرف الصحي، وتنظيف الشوارع من خلال برنامج الأمم المتحدة الانمائي، وسيارة اسعاف من الكتيبة البلجيكية العاملة ضمن قوات الطوارىء الدولية في الجنوب وأيضا سيارة اسعاف أخرى أرسلت من قبل المغترب اللبناني في الكويت محمد حمود وأيضا عبر مصطفى سلطان، تم توفير سيارة لنقل الموتى من الجالية الخيامية في المانيا، وعن طريق مجلس الانماء والاعمار استلمنا 4 سيارات للصيانة والإنارة وبوب كات وأخرى للنفايات).
الذاكرة حيّة
وأوضح زريق: (ما نحتاج اليه، هو اعادة بناء المتحف البريطاني ومعتقل الخيام وساحة المدينة الرئيسية، والتي تمّ تدميرها مع المتحف والمعتقل من قبل العدو الاسرائيلي في صيف العام 2006، ولدينا كل الصور من فيديو وأرشيف موثق بشكل كامل، من أجل اعادة بناء معتقل الخيام، كما كان سابقا، ليكون الذاكرة الحيّة، للشباب اللبناني، ليعرف مدى وحشية اسرائيل، الكيان الغاصب لأرض فلسطين، والذي قام بتعذيب آلاف من أبناء الشعب اللبناني في هذا المعتقل - السجن، فسقط فيه العديد من شهداء وجرحى، وأسرى معوقين، ومحررين، لا يزال يعانون من اصابات جسدية وعقلية، وان الحاجة الى 5 ملايين دولار من أجل اعادة البناء لمعتقل الخيام والمتحف البريطاني والساحة الرئيسية).
ولفت زريق: (لقد أنجزنا عملية تزفيت، وشق وتوسعة طرقات جديدة، من خلال البنك الدولي الذي قدّم 880 مليون ليرة ومن المشاريع التي تمّ تنفيذها قبل مرحلة العدوان الاسرائيلي في صيف 2006، وتمّ استكمالها في المرحلة التي تلته، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مشروع الدردارة في جزئه الأول بقيمة 105 ملايين ليرة، ومشروع عين بو منصور (المنتزه السياحي) بكلفة 150 مليون ليرة، بالاضافة الى تلال الخيام بكلفة 2 مليار و200 مليون ليرة، والذي تمّ اعادة ترميمه بعد تعرّضه للقصف الاسرائيلي، وتمّ تزفيت طرقات بطول ومساحة 370 ألف متر مربع وبقيمة تصل الى 3 مليارات و950 مليون ليرة، وشقّ طرقات جديدة بمساحة 47 ألف متر مربع وبكلفة 100 مليون ليرة، بالاضافة الى انشاء أقنية لتصريف مياه الأمطار بطول 3700 متر مربع، بكلفة تصل الى 37 مليون ليرة، ومدّ 150 وصلة لمياه الشفة بكلفة تصل الى 100 مليون ليرة).
متابعة مشاريع
وتابع زريق: (كما تمّ انشاء حديقة للأطفال، بتمويل ودعم من جمعية الرؤى العالمية، ونعمل في هذه المرحلة الحالية على توسعة المدافن الجديدة، بعد تسوية الممرات وحيطان الدعم وزراعة الأشجار في داخلها وعلى جوانبها، لتصل مساحتها الى عشر آلاف متر مربع وتمّ فتحها على المدافن القديمة، واننا نتابع استكمال انجاز مشروع الصرف الصحي، الذي تمّ تجهيز الدراسة الفنية له، وتستفيد منه 7 قرى، ويتولى تنفيذه مجلس الانماء والاعمار، كما نتابع أيضا� مشروع أوتوستراد النبطية - مرجعيون، مع 5 جسور اضافية له، بطول 7 كيلو مترا وتبلغ كلفته 25 مليون دولار أميركي، وان انجازه يحقق اختصار المسافة الى الخيام وجوارها من 25 الى 18 كيلو متر، وتأمين سلامة المواطنين لناحية العبور من النبطية واليها، وباتجاه مدن وقرى قضاء مرجعيون، فيكون هذا الممر الوحيد من الجهة الجنوبية الشرقية من لبنان، لنقل البضائع من لبنان الى سوريا والدول العربية، في حال إقفال ضهر البيدر بفعل تساقط الثلوج شتاء، كما نتولى متابعة مشروع الدردارة في جزئه الثاني لناحية تمديد أقنية جديدة لمياه الشفة بطول 2 كيلو متر، وذلك عبر برنامج الأمم المتحدة الانمائي، ومعه مشروع قناة نبع المسيل - الدردارة بطول 5،1 كيلو متر ويتم تنفيذه عبر وزارة الطاقة).
الهاتف الثابت
وختم زريق: (اننا نطلب من وزارة الاتصالات وهيئة أوجيرو، ضرورة مدّ الهاتف الثابت، الى البيوت والمحلات التجارية، بعد اعادة تأهيل سنترال الخيام، الذي لحق به الضرر من جراء العدوان الاسرائيلي على المدينة، وهل يعقل ان تبقى المنطقة، من دون وصول الهاتف الثابت اليها، كما نفّذنا زرع 7000 نصبة مقدمة من وزارة الزراعة في سوريا، و3000 نصبة من المشتل الزراعي التابع للبلدية، ومن المقرر ان نستكمل زرع 10000 نصبة أخرى، مقدمة من سوريا في المرحلة المقبلة).
معرض ذاكرة الخيام: يُظهر بالصور ما قدمته لنا مشكورة دولة قطر الشقيقة
رئيس البلدية في حوار دائم مع شباب البلدة حول المشاريع المقررة
تعليقات: