طفلة لعائلة غجرية ولدت من صقيع الزمن وعاشت قسوة الحياة ومرارتها وآلامها.
هذه الطفلة هي انسانة كما باقي خلق الله من البشر, لكن المجتمع لم يعطها الحق في الحياة ولا هوية آدمية.
لماذا؟
لانها من عائلة فقيرة مشردة, فالحياة هنا فقط لأبناء الملوك والسلاطين والاثرياء, هؤلاء عندما يولدون يحملون القابا وأسماء تليق بهم أما هذه الفتاة لم تكن تحمل لا اسماً ولا لقباً لكنها صممت على ان يكون لها اسماً ومكانة فاعلة في هذه الدنيا التي لا تعترف الا بالاقوياء. وهنا بدأت بالخطوة الاولى في دنيا ليس لها فيها سوى بعض من الأغنام التي يملكها والدها وأعطت لنفسها اسم الفتاة الغجرية وراحت تبيع الحليب الذي كانت تنتجه أغنام والدها الى أقرب تجمع سكاني.
شيئا فشيئا اصبحت من الوجوه المألوفة عند أهل هذه المدينة الصغيرة وكان لجمالها دوراً كبيراً في تغير مجرى حياتها عندما تعرفت الى ابنة احدى العائلات الثرية واتخذت منها صديقة لها وامتدت الصداقة الى باقي أفراد العائلة وأصبحت من الوجوه المحببة لهم ولأول مرة تسألها صديقتها عن اسمها قالت: "انا اسمي حياة الغجرية." ولصغر سنها ارتأت سيدة المنزل على ان تكون هذه الطفلة جزء من هذه العائلة.
حتى الساعة لم تزل الطفلة حياة تبيع الحليب في تلك المحلة واتسعت دائرة معرفتها للكثير من أهل هذه المدينة, لكن علاقتها بتلك العائلة التي أعطتها الكثير من العناية والاهتمام كانت مميزة بالنسبة الى حياة, وصممت ربة تلك العائلة على ان تجعل من حياة....
وللقصة تكملة....
* علي عبد الحسن مهدي
..
..
حياة الغجرية
...على ان تجعل من حياة انسانة ذات شأن. وهنا لعب القدر دوراً كبيراً في مستقبل حياة عندما أدخلت الى المدرسة نظراً لصغر سنها وهي لم تتجاوز من العمر الثماني سنوات وكانت هذه الفرصة ان ترفع من شأنها. حتى الساعة لم تزل حياة تذهب الى منزل عائلتها، هذا المنزل عبارة عن خيمة من شعر الماعز والحياة أصبحت في هذا المنزل غاية في الصعوبة بالنسبة الى حياة التي عرفت الكثير من البيوت الجميلة والقصور الفخمة. لكن من الصعب على حياة أن تترك عائلتها المؤلفة من الأب والأم وشقيقان وأخت اصغر منها سنناً وبدأ حبها لتلك العائلة يكبر ويزداد يوماً بعد يوم وفكرت حياة ان تجد عملاً لعائلتها في تلك المدينة فكان لها ما ارادت عندما عرضت ربة البيت على حياة ان تأتي بكل أفراد عائلتها ليعملوا في زراعة الأرض والاعتناء بحديقة المنزل. وفرحت حياة كثيراً بهذا العرض وأخبرت عائلتها بذالك وكانت الفرحة كبيرة بالنسبة لهم ووافق الجميع على هذا العرض، وعندما اطمأنت حياة على هذا التغيير في مستقبل عائلتها تفرغت الى دراستها ولم تعد تبيع الحليب بعد أن تخلى والدها عن مهنة رعي الأغنام وتفرغ الى حياته الجديدة. اما عن حياة فقد تابعت دراستها وكانت من المتفوقين ولم تكن تهتم بجمالها ولا بأناقتها كما الاخرين ولم يكن يشغل فكرها سوى طموحها الى الوصول الى مركز ينسيها مرارة الحياة التي عاشتها....
وللقصة تكملة...
* علي عبد الحسن مهدي
تعليقات: